أخامسهم كان أم سادسا؟ * * * و قد جلّيت بين خطّابها
و قولك: أنتم بنو بنته * * * و لكن بنو العم أولى بها
بنو البنت أيضا بنو عمّه * * * و ذلك أدنى لأنسابها
فدع في الخلافة فصل الخلاف * * * فليست ذلولا لركّابها
و ما أنت و الفحص عن شأنها * * * و ما قمصّوك بأثوابها
و ما ساورتك سوى ساعة * * * فما كنت أهلا لأسبابها
و كيف يخصّوك يوما بها؟ * * * و لم تتأدّب بآدابها
و قلت: بأنكم القاتلون * * * أسود أميّة في غابها
كذبت و أسرفت فيما ادّعيت * * * و لم تنه نفسك عن عابها
فكم حاولتها سراة لكم * * * فردّت على نكص أعقابها
و لو لا سيوف أبي مسلم [1] * * * لعزّت على جهد طلّابها
و ذلك عبد لهم لا لكم * * * رعى فيكم قرب أنسابها
و كنتم أسارى ببطن الحبوس * * * و قد شفّكم لثم أعتابها
فأخرجكم و حباكم بها * * * و ألبسكم فضل جلبابها
فجازيتموه بشرّ الجزاء * * * لطغوى النفوس و إعجابها
فدع ذكر قوم رضوا بالكفاف * * * و جاؤوا الخلافة من بابها
هم الزاهدون هم العابدون * * * هم الساجدون بمحرابها
هم الصائمون هم القائمون * * * هم العالمون بآدابها
هم قطب ملّة دين الإله * * * و دور الرحى حول أقطابها
عليك بلهوك بالغانيات * * * و خلّ المعالي لأصحابها
و وصف العذارى و ذات الخمار * * * و نعت العقار [2] بألقابها
و شعرك في مدح ترك الصلاة * * * و سعي السّقاة بأكوابها
فذلك شأنك لا شأنهم * * * و جري الجياد بأحسابها
(أدب الطف للسيد جواد شبّر، ص 317)
[1] هو أبو مسلم الخراساني الّذي قاد الثورة ضد الأمويين.
[2] العقار: الخمر.