الحوزات العلمية التي عاصرها الشيخ عبد الحسين الحويزي، وهكذا كان كذلك، إطروحة أدبية خاصة زاوجت الأدب الجنوبي يوم كانت الحويزة حاضرة الأدب العربي من بلدان الجنوب، مع الأدب الكربلائي الذي كان يتزعمه علماء النهضة التجديدية العلمية والأدبية فالشيخ عبدالحسين الحويزي الذي رفدَ التراث الأدبي بديوانه الخمسة عشر جزءاً وكل جزء كان يحتوي على عشرة آلاف بيت، يُمثّل أوج الصحوة الأدبية الكربلائية التي جعلت قضية آل البيت (عليهم السلام) محور عملها الدؤوب، لذا حظيت مأساة السيدة الزهراء (عليه السلام) أكثر اهتمام هذا الجيل، وأبدع منهم الشيخ عبد الحسين الحويزي ليقدّم قضية الزهراء (عليه السلام) قراءةً للتاريخ المتخاذل الذي سجله ذلك العصر، وقصة الزهراء (عليه السلام) في روايته الشعرية تطوف في شعاب مكة، ومنحنيات المدينة لتحط ترحالها في باب فاطمة يوم أسقطت محسناً، والمسلمون ينخذلون عن نصرة بنت نبيهم ترهقهم التنافسات وتلفهم المأساة لترمي بهم إلى حيث اختار التاريخ لهم صفة النكوص لتلك الفترة الإسلامية الملتهبة، وصنّفهم في "القواعد من الرجال" هكذا تُشعرك مقطوعة الشاعر، تنتقل حيث انتقل مع المأساة ولا تقف حيث انتهت القصيدة.
ولد الشاعر الحويزي سنة 1287 هـ، درس على شيوخ كبار، أمثال السيد ابراهيم الطباطبائي والسيد محمد حسين الكيشوان وغيرهم.
توغل في كافة ضروب الشعر، فله في المديح والرثاء والغزل والهجاء، قصائد طوال ونظم قصائد عدة وقد جمع شعره في حياته وقسّمه على شكل دواوين بلغت خمسة عشر ديواناً.
وافاه الأجل المحتوم سنة 1957م في كربلاء ونقل جثمانه الى النجف حيث دفن هناك[1].