الواحد كقصيدة، وتكمّلها القصيدة كملحمة، أي أن القصيدة الأزرية أمة شعرية قائمة في كل زمان، ممتدة إلى كل الارجاء، فمن الكاظمية إلى الاحساء إلى كل حاضرة من حواضر الأدب الإمامي، يحيك الشاعر مقطوعته المؤشّاة على منوال الأزرية أعذب المعاني وأروع الوجدانيات، فصارت أزرية الأزري، بردة البوصيري في الربوع المصرية، ورباعيات الخيام في بلاد فارس، ومعلقات الجاهليين يوم أحاطوا بها الكعبة تثميناً لها، وتقديساً لروائعها.
حاول الشيخ عبد الله الوائلي الاحسائي مجاراة الأزرية، ومحاكاة معانيها فجاءت أزريةً ـ إحسائيةً رائعة، نسج فيها الشاعر على منوالها ملحمة أدبية شملت على أكثر من 1500 بيت ولعل نجاح الشاعر في رائعته حتى جاءت قصيدته أزرية ثانية، هي المشتركات الواحدة بين الشاعرين، فالحس الرثائي والوجدان الشيعي قد توحدا في كلا الشاعرين، وهو ديدن شعراء المدرسة الإمامية تجمعهم توجهات مشتركة واحدة مهما طال الأمر وبعدت الشقة.
توفي الشاعر سنة 1305 ـ تاركاً تراثاً أدبية رائعة منها ديوان شعر كبير يتألف من ثلاثة أجزاء، وكشكول كبير في مجلدين، اضافة إلى نهج الأزرية وهي ملحمة تشتمل على أكثر من 1500 بيت من الشعر.