جندت نفسها للدفاع عن حوزة المذهب ومبتنياته، وسجّل أهلها وثّبتهم في الوقوف أمام التيارات الفكرية، والصمود بوجه الهجمات العقائدية، وكان في طليعتهم علماؤهم الربانيون الذين عرفوا بتاريخهم الجهادي المجيد، وأكدوا في محاولاتهم المقدسة، أن القطيف جزء من حاضرة التشيع الامامية وعضو فعّال من جسد الوجود الشيعي الذي يبسط ذراعه على شواطيء الخليج الإسلامية.
كان في طليعة هؤلاء المجاهدين عن هذا الوجود المقدس، الملا حسن الجامد الذي عرف بمواقفه الولائية والتي تميز بها أهل القطيف عامة، وعلماءهم خاصة، فكان قد امتهن الخطابة منذ نعومة أظفاره لما وجد فيها من أداة للتعبير عن الهاجس الشيعي المهدد من قبل المد السلفي، وأضاف إلى مهمته الخطابية مهمة الأدب التي عبّر فيها عن مبتنيات عقيدته الحقة، وكان في رثائه للأئمة الاطهار (عليهم السلام) محاولة جادة لاستقراء التاريخ، فاظهر من جملة ذلك مظلومية السيدة الزهراء (عليه السلام) وأكد من خلالها تاريخاً مليئاً بالمحنة والمأساة.
توفي رحمة الله سنة 1375 هـ[1] عن عمر ناهز الثمانين عاماً، قضاه بالدفاع عن المذهب الحق.