يا أبتاه، يا رسول الله هكذا كان يفعل بحبيبتك وابنتك؟ آه يا فضة، اليك فخذيني فقد ـ والله ـ قتل ما في أحشائي من حمل.
وسمعتها تمخض وهي مستندة إلى الجدار فدفعت الباب ودخلت فأقبلت إلي بوجه أغشى بصري، فصفقت صفقة على خديها من ظاهر الخمار فانقطع قرطها وتناثر إلى الأرض.
فخرج علي فلما أحسست به أسرعت إلى خارج الدار، وقلت لخالد وقنفذ ومن معهما:
نجوت من أمر عظيم.
ـ وفي رواية أخرى قد جنيت جناية عظيمة لا آمن على نفسي، وهذا علي قد برز من البيت ومالي ولكم جميعاً به طاقة.
خرج علي، وقد ضربت يديها إلى ناصيتها، لتكشف عنها وتستغيث بالله العظيم ما نزل بها، فأسبل علي عليها ملاءتها وقال لها يا بنت رسول الله، إن الله بعث أباك رحمة للعالمين، وأيم الله لئن كشفت عن ناصيتك سائلةً إلى ربكِ ليهلك هذا الخلق لأجابك، حتى لا يبقى على الأرض منهم بشراً، لأنك وأباك أعظم عند الله من نوح الذي غرق من أجله بالطوفان جميع من على وجه الأرض وتحت السماء، إلا ن كان في السقيفة وأهلك قوم هود بتكذيبهم له، وأهلك عاداً بريح صرصر، وأنت وأبوك أعظم قدراً من هود، وعذّب ثمود وهي اثنا عشر الفاً بعقر الناقة والفصيل، فكوني يا سيدة النساء رحمة على هذا الخلق المنكوس، ولا تكوني عذاباً. واشتد بها المخاض