وما هذه الدنيا بدار استراحة * * * وتحصيل لذات لغير البهائم
على قدر بُعد المرء منها ابتعاده * * * عن الروح واللذات ضرية لازم
ألم تر آل الله كيف تراكمت * * * عليهم صروف الدهر أي تراكم
أما شرقت بنت النبي بريقه * * * وجرعها الأعداء طعم العلاقم
أما عصرت بين الجدار وبابه * * * أما نبت المسمار في ثدى فاطم
أما أسقوطها لا رعى الله قومه * * * جنين حشاها محسناً يالهاشم
أما روعت بالسوط قنّع رأسه * * * و وشّح متينها به شر غاشم
أما نابت الكرار منها نوائب * * * نوائب لكن عن سموم الاراقم
أما قيدوه في حمائل سيفه * * * لأخبث ضلّيلِ وأخبث ظالم
أما أوقفوه لا رعى الله قومه * * * على رأس عجل القوم وقفة آثم
ألم يعد الزاكي ابنه وهو ملج * * * إلى سلم حرب وهو غير مسالم
أما هجموا فسطاطه وتناهبو * * * به رحله نهب الغزات الغنائم
أما دست الأعداة له السم غيلة * * * فألفى به في الطشت قلب المكارم
أما رشقوه النبل وهو جنازة * * * على النعش لا بل فوق هام التعائم
وإن أنسى لا أنسى الحسين وقد غد * * * على رغم أنف الدين نهب الصوارم[1]
إلى آخر القصيدة.
____________
1- رياض المدح والرثاء للشيخ حسين البلادي: 336.