responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة أدب المحنة نویسنده : الحلو، السيد محمد علي    جلد : 1  صفحه : 106

فكانت الدوائر السياسية تتورط في قراراتها المرتجلة المتسرعة، وتتزاحم للحصول على أولويات القرار الذي يعطي الشرعية السياسية لهذا الوجود أو ذاك، وكانت الشرعية الحقيقية تنحسر امتداداتها في غمار هذه اللُعبة السياسية أو تلك المجازفة المرتجلة، والانفعالات السلطوية متشنجة إلى حد تتخبط في قراراتها الساذجة، فكتلة تُستبعد وأخرى تُقدّم، وهكذا لم تستقر الحالة العامة حتى إنكشفت عن ائتلاف سياسي مبرمج أطاح بكل ثوابت الأمة وأخلاقياتها، وتظافرت قوى سياسية غير متكافئة فكرياً من أجل الاطاحة بالشرعية الإلهية التي تسالمت عليها الفرق المتناحرة قديماً والمؤتلفة فيما بعد.

هكذا كانت قصيدة الشريف، حكاية للتاريخ الذي أودى بالثوابت الشرعية وخلاصة لمجريات حدث يتضخم يوماً بعد آخر ليُدخل في حوزته سلسلة الاحداث لتُحال الى تهميشات المتحفظين من ذوي التحرج السياسي، فتجعلها ركامات قصصية لأبواب تشريفية يفتتحها المؤرخ تقليداً أو يختتمها بوصاياه المحتشمة في التعرض للسلف الصالح، فتبريرات جاهزة تقدَّم على طاولات الاعتذار فان، الذي اخطأ له أجرٌ والذي أصاب له أجران، هكذا تُمحق الحقائق وتُزبرج الهالات القدسية المفتعلة الممنوحة إلى الوجودات المصونة التي لا يحق لأحد مناقشة تاريخ تحركاتها المضطربة، فالنقاش فيها خرق لثوابت التعظيم التي أضفته ظروف سياسية مفتعلة، والنزاع فيها تضعيف لوحدة الأمة، وهكذا تجابه الجهود التحقيقية في مثل هذه القضايا الهامة من تاريخ الأمة وتقزّم الاحداث الإسلامية الكبرى على انها حالات طارئة حدثت ثم انتهت فلا حاجة اذن في اعادة قرائتها،

نام کتاب : موسوعة أدب المحنة نویسنده : الحلو، السيد محمد علي    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست