فيه في محله و ان كان ذلك من العدول أو من قطع النية السابقة و حدوث نية لاحقة لبقية العمل و بعد ان تبين ان النية عبارة عن القصد من دون مدخلية للفظ فيها يعلم ان التلفظ بها ليس إلّا كسائر الكلام يحرم فيما يحرم فيه الكلام و يباح فيما يباح فيه و ربما رجح لبعض العوارض فيرجح التلفظ بها إذا هان على الخواص و استقرار القصد، كما يعرض لبعض أهل الوسواس و في بعض مواضع من العبادات ما يدل على رجحان التلفظ بنيتها فيها، و يحرم التلفظ بالنية معتقداً إن اللفظ هو النية و كذا مع قصد القربة باللفظ حيث يخلو من الرجحان و بدون ذلك يكره في الصلاة لأنه كلام بعد قول: قد قامت الصلاة، و الأحوط الترك كما مرَّ و استحب بعضهم الاقتصار في النية على القلب و هو غير بعيد كما هو شأن افعال العبيد و المأمورين و ربما كان اقرب إلى الخضوع و حيث ان المار في النية على وجود القصد و حصول الصورة في النفس و انه لا يخل بها الّا محوها رأساً و نسيانها اصلًا لم يكن للخطأ اللفظي و السبق الخالي تأثير و انما البناء على ذلك القصد و تلك الصورة فلو قام لنافلة أو لغرض فسبق خياله أو لسانه إلى غيره، و لو قام لصلاة الظهر مثلًا فسبق لسانه أو خياله إلى العصر فالبناء على ما قام له مع بقائه، و استمراره إلى خبر الدخول في الصلاة و كذا الشأن في سائر الأعمال و للنية مباحث أخر كبحث الضمائم فيها و بحث تدخل الأعمال قد تقدمت في مباحث الوضوء فليراجع.