نام کتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص) نویسنده : عبد الله بن سعيد محمد العبادي جلد : 1 صفحه : 288
إلّا نخلة واحدة غرسها عمر، فحملت النّخل من عامها، و لم تحمل النّخلة، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «ما شأن هذه النّخلة؟». فقال عمر: يا رسول اللّه؛ أنا غرستها، فنزعها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فغرسها، فحملت من عامها.
عليّ المال حتّى أتي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بمثل بيضة الدجاجة ... إلى آخر ما تقدّم.
(إلّا نخلة)- بالنصب على الاستثناء- (واحدة) للتأكيد (غرسها عمر) بن الخطّاب، و في بعض الشروح أنّ حكاية غرس عمر (رضي الله تعالى عنه) نخلة و عدم حملها من عامها غير منقولة إلّا في حديث الترمذي، و ليس فيما سواه من أخبار سلمان (رضي الله تعالى عنه).
(فحملت)- أي: أثمرت- (النّخل من عامها) الذي غرست فيه- على خلاف المعتاد- استعجالا لتخليص سلمان من الرقّ ليزداد رغبة في الإسلام.
(و لم تحمل النّخلة)؛ و في رواية: و لم تحمل نخلة عمر، أي: لم تثمر من عامها و عدم حملها واقع على سنن ما هو المتعارف؛ إفادة لكمال امتياز رتبة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) عن رتبة غيره، و مقدّمة لمعجزتين من معجزاته، لأن غرس النخل له ميقات معلوم؛ (فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «ما شأن هذه النّخلة؟») أي: ما حالها و ما بالها. لم تحمل؛ مع أنّ صواحباتها قد حملت جميعا!.
(فقال عمر) (رضي الله تعالى عنه): (يا رسول اللّه؛ أنا غرستها)، و لم تغرسها أنت؛ فلم تثمر كصواحباتها، ليظهر كمال تميّزك على غيرك. و كأنّ عمر (رضي الله تعالى عنه) ما عرف أنّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أراد بالغرس إظهار المعجزة؛ بل مجرّد المعاونة.
(فنزعها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فغرسها) ثانيا بيديه في غير الوقت المعلوم لغرس النخل.
(فحملت من عامها)؛ أي: من عام غرسها، و في رواية «من عامه»؛ أي:
الغرس. و الحكمة من ذلك: أن يظهر المعجزة بإطعام الكلّ سوى ما لم يغرسه كل الظهور، و يتسبّب لظهوره معجزة أخرى؛ و هي غرس نخلة عمر ثانيا و إطعامها في عامها، ففيه معجزتان غير ما سبق: الغرس في غير أوان الغرس، و الإثمار من عامه. و اللّه أعلم.
نام کتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص) نویسنده : عبد الله بن سعيد محمد العبادي جلد : 1 صفحه : 288