نام کتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص) نویسنده : عبد الله بن سعيد محمد العبادي جلد : 1 صفحه : 124
جعلنا اللّه تعالى من المتّبعين له (صلّى اللّه عليه و سلم) في شرعه القويم، و صراطه المستقيم، و حشرنا تحت لوائه، في زمرة أهل محبّته، عليه و عليهم الصّلاة و التّسليم.
لو كان حبّك صادقا لأطعته * * * إنّ المحبّ لمن يحبّ يطيع
و إذا تحقّق العبد بمحبّة اللّه و رسوله، و صدق في متابعة أمره و نهيه؛ خشع و تأدّب ظاهرا و باطنا، لأنّ ما في الباطن يلوح على الظاهر و يعود عليه؛ لما بينهما من الارتباط، و لما أن الإنسان عمدته و المعتبر فيه هو باطنه؛ به يصلح و به يفسد، و المحبّة تنتج الخوف، لأن مقامات اليقين مرتبط بعضها ببعض، فمن حصلت له المحبّة؛ نال من مقام الخوف و الرجاء و الحياء و غيرها من المقامات و الأحوال قسطا وافرا، حسبما نصّ على هذا أئمة الطريق.
و إذا صحّت المتابعة لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)؛ نتج عنها بفضل اللّه تعالى تطهير السريرة و تنوير البصيرة، و كان عن ذلك خالص الحبّ و صفاء الودّ، و اللّه ذو الفضل العظيم. (جعلنا اللّه تعالى من المتّبعين) المقتفين (له (صلّى اللّه عليه و سلم) في شرعه القويم)، لأن التابع له واصل لسعادة الدارين، (و) في (صراطه) الصراط- بالصاد و بالسين-:
الطريق المستوي؛ أو الواضح (المستقيم) الذي لا عوج فيه، (و حشرنا) الحشر: الجمع و الاجتماع من الأماكن إلى المحشر الذي هو مكان الجمع.
و الاجتماع أبدا لا يكون إلّا على عظيم القوم؛ فهو سلطان ذلك اليوم العظيم (تحت لوائه) لواء الحمد، (في زمرة)؛ أي: جماعة (أهل محبّته) و وداده (عليه و عليهم الصّلاة و التّسليم). آمين.
نام کتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص) نویسنده : عبد الله بن سعيد محمد العبادي جلد : 1 صفحه : 124