يرجع تحديد جماعة منّا بصرف العالم بالمدارك و سعته فى رد الفرع إلى الاصل و ما بمعناه و من ارباب التصنيف من تهافت كلامه هنا و فى باب التصويب فلم يتكلّم عن ملكة فان اختلاف الكلمات فى كلّ فن دليلا قاطع عند اهله بقصور الباع و انّ اللّافظ يلفظ عن هوس لا عن ملكة راسخة فاعقل ذلك
[ايراد كلام الاصحاب الذى ادعى الاخباريون دلالته على بطلان الاجتهاد]
و امّا الاختلاف الثانى فقد وقع بين الاخبارية الاخيرة و بين الاصوليّين امّا الفرقة الاولى فهم اصحاب غفلة و زمانة تقتضى اقوالهم بضدّ افاعيلهم فحسبوا ان الاجتهاد بدعة ضالّة اخذتها الاصوليّة عن المخالفين الفا بكلماتهم و انسا بكتبهم ثمّ سمعوا مطاعن اصحابنا و قدحهم فى خصومهم فحسبوا ما هم عليه ما هم عنه براء نالوا من كلمات الاوائل من اصحابنا بما هو حقّ لكنهم لم يعرفوا موارده و نحن نوضح ذلك بعد ذكر جملة من كلماتهم رضى اللّه عنهم
فمن ذلك ما قاله الكلينى فى الكافى و الشرط من اللّه فيما استعبد به خلقه ان يؤدّوا جميع فرائضه بعلم و يقين و بصيرة و من اراد خذلانه و ان يكون ايمانه معارا مستودعا سبّب له اسباب الاستحسان و التقليد بغير علم و بصيرة
و منه قول الصّدوق فى العلل بعد ذكر موسى و خضر و الحوادث بينهما ان موسى مع كمال عقله و فضله و محلّه من اللّه لم يدرك باستنباطه و استدلاله معنى افعال خضر