اختار له اسم «الكشكول»، و لعلّ أوّل كشكول تمّ تأليفه هو الذي ألّفه العلامة الحلّي (رحمه اللّه) المتوفى سنة 726 هجرية، توالت بعده الكتب التي سمّيت بهذا الاسم، فكان أشهرها كتاب «الكشكول» للشيخ البهائي (رحمه اللّه).

كتاب مقامع الفضل

صنّف العلامة ذو الفنون الآقا محمّد علي الكرمانشاهي كتابا قيّما أسماه مقامع الفضل فأودعه من علوم الفقه، و الاصول، و التفسير، و الفلسفة، و الجغرافيا، و الرياضيات، و الألغاز، و غير ذلك من العلوم الغالية و المطالب العالية، فكان فيه علما جمّا.

إنّ كلّ من له اطّلاع و معرفة بهذا النوع من الكتب القيّمة، التي قلّ نظيرها، و التي هي من قبيل «الكشكول» للشيخ البهائي (رحمه اللّه)، لا بدّ أن يذعن حين يقرأ هذا الكتاب بأنّه مشعل مضيء، و جوهر ثمين، يشار إليه بالبنان في محافل العلم، و مجامع الفضل، فهو المعين الصافي للمتعطّشين لمختلف العلوم، و المتلهّفين لألوان الفنون.

حول كتاب مقامع الفضل نرى أن صاحب «روضات الجنّات» (رحمه اللّه) يكتب العبارات التالية: «فالنظر إلى كتاب مقامع فضله يكفيه؛ إذ في مطاويه الواعية على كلّ ما يشتهيه تنبيه، و لكلّ ما يقتضيه و يرتضيه تنويه على أثر تمويه، و هو فيما ينيف على عشرين ألف بيت، و يشرف على مائتين و ألف مسألة من المسائل العويصات، و المشاكل الامتحانيّات، من مقولة الشرعيّات و غير الشرعيّات ...» [1].

أمّا المرحوم الحاج الشيخ عبّاس القمّي (رحمه اللّه) في «الفوائد الرضويّة» فيكتب

[1] روضات الجنات: 7/ 150.