نام کتاب : مقالة في تحقيق إقامة الحدود في هذه الأعصار نویسنده : السيد الشفتي جلد : 1 صفحه : 193
الجملة في ليلة واحدة إلى البيت المعمور، و لا تنافيه الآيات المنزلة عند أسباب خاصّة كقوله تعالى إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا[1] أو نحوه؛ لوضوح أنّ المراد منه و من أمثاله حين الخلقة إعطاء القاعدة الكلّيّة و تأسيسها، و يكون وقوع القضيّة في الخارج من مرجّحات نزولها عليه (عليه السلام).
لكن يتوجّه الإشكال في نحو قوله تعالى: قَدْ سَمِعَ اللّٰهُ قَوْلَ الَّتِي تُجٰادِلُكَ فِي زَوْجِهٰا وَ تَشْتَكِي إِلَى اللّٰهِ وَ اللّٰهُ يَسْمَعُ تَحٰاوُرَكُمٰا إِنَّ اللّٰهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ[2].
و يمكن دفعه أيضا: بأنّ التعبير عن الواقعة بالماضي باعتبار تحقّق الوقوع و علمه سبحانه بوقوعها فلا إشكال.
إذا علم ذلك نقول: إنّ اشتمال الآيات بالنداء و أداة الخطاب على ما قرّرناه لا ينافي كونها مخلوقة قبل نزولها.
ثمّ نقول: إنّ الآيتين المذكورتين أي قوله تعالى: الزّٰانِيَةُ وَ الزّٰانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وٰاحِدٍ[3]. الآية، و قرينها يكون المأمور بإقامة الجلد و قطع اليد هو النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) و الأئمّة (عليهم السلام) و خلفاؤهم.
قال شيخنا الطبرسي في مجمع البيان: فَاجْلِدُوا خطاب للأئمّة (عليهم السلام) أو من كان منصوبا للأمر من جهتهم؛ لأنّه ليس لأحد أن يقيم الحدود إلّا الأئمّة (عليهم السلام) و ولاتهم بلا خلاف [4].
و في آخر الفقيه:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «قال رسول الله (صلّى اللّه عليه و آله): اللهمّ ارحم خلفائي. قيل: يا رسول الله، و من خلفاؤك؟ قال: الذين يأتون من بعدي يروون حديثي و سنّتي» [5].