شفى اللّه من ليلى، فأصبح حبّها # بلا حمد ليلى، زايلتني حبائله
سوى أنّ روعات يصبن فؤاده # إذا ذكرت ليلى، و داء يطاوله
[651] معاذ بن مسلم الهرّاء، الكوفيّ، النحويّ. كان يبيع الهرويّ و كان الكميت بن زيد الأسديّ صديقه، و كانا يتشيّعان فنهى معاذ الكميت أن يأتي خالد بن عبد اللّه القسريّ [1] ، فخالفه، و صار إلى خالد، فحبسه، و عزم على قتله، فقال معاذ [2] : [من الوافر]
نصحتك، و النّصيحة إن تعدّت # هوى المنصوح عزّ لها القبول
فخالفت الذي لك فيه حظّ # فغالت دون ما أمّلت غول
و عاد خلاف ما تهوى خلاف # له عرض من البلوى و طول [3]
و له قصيدة يقول فيها: [من المتقارب]
و ما زلت في طمع راجيا # أؤمّل كبشهم أن يحينا
و أرقب من هاشم قائما # تقرّ به أعين المؤمنينا
أبوها رسول مليك السّماء # نذير من النّذر الأوّلينا
كم من عقيلة معشر محجوبة # من دونها متظاهر الحجّاب
قد أنكحتناها الرّماح، و لم نكن # إلاّ بهنّ لها من الخطّاب
[653] معاذ بن عبيد اللّه التيميّ. من ولد عبيد اللّه بن معمر القرشيّ. يقول: [من الرمل]
[651]أبو مسلم، أديب و شاعر معمّر، ضرب به المثل، فقيل: أعمر من معاذ. و كان صحب بني مروان في دولتهم، ثم بني العبّاس، و طعن في مائة و خمسين سنة. و هو من أهل الكوفة، و عرف بالهرّاء لبيعه الثياب الهرويّة الواردة من مدينة هراة. له كتب في النحو ضاعت، و أخباره كثيرة. و توفي سنة 187 هـ. و جاء في الهامش: «ذكره الجاحظ في البيان و التبيين، فقال: معاذ بن مسلم بن رجاء، مولى قعقاع بن شور. و قال ابن الأثير: هو عمّ أبي جعفر، محمد بن الحسن بن أبي سارة الرؤاسي» . انظر له (الفهرست ص 71-72، و مجمع الأمثال 2/51، و الأعلام 7/258، و معجم الشعراء المخضرمين و الأمويين ص 462-463) .
[652]لم أعثر له على ترجمة. و يبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء القرن الثاني الهجريّ، و لعلّه أدرك الثالث الهجريّ.
[653]لم أعثر له على ترجمة؛ و أراه غير معاذ بن عبيد اللّه بن معمر التيمي الذي قتل إسماعيل بن جبّار في خلافة معاوية بن أبي سفيان (نسب قريش ص 288-289) و ذلك لأن سياق الترجمة يدلّ على أن صاحبها جاء بعد ذلك. و لعله من أبناء عبيد اللّه بن محمّد بن موسى بن عبيد اللّه بن معمر، المذكور في (أنساب الأشراف 8/247) .
[1] أمير العراقين، و أحد خطباء العرب و أجوادهم. و قتل سنة 126 هـ. انظر له (الأعلام 2/297) .
[2] الأبيات في (وفيات الأعيان 5/220) ، و عدا الثالث في (المستطرف 1/255) .
[3] رواية (وفيات الأعيان) : «و عاد خلاف ما تهوى خلافا» .