رأيت قطيع الكفّ يخطو على عصا # و كتفك من عظم اليمين حدير [1]
و أحمق قد وطّنت نفسك خاليا # لها، و حماقات الرجال كثير [2]
فإن وطّن الضّبّيّ نفسا أليمة # على الذّلّ ما نفسي له بوقور [3]
[310] عيّاش بن حنيفة الخثعميّ. من أهل اليمامة، محدث، رشيديّ. كان هو و السّمط بن مروان بن أبي حفصة يتحدثان إلى جارية باليمامة، فمرض عيّاش، فلم يعده السّمط، و كان للجارية ابن يقال له عمر، فقال عيّاش ينسب عمر إلى السّمط، و يعاتبه في ترك عيادته:
[من الطويل]
فلو غير ميم، بعدها الرّاء، مسّه # أذى ساعة لم تخله من سؤالكا
و حقّ له منك السّؤال، و أمّه # أبا عمر-قد أصبحت في حبالكا
و قال أناس: فيه منه مشابه # فقلت لهم: كلاّ لحفظ إخائكا
فقالوا: بلى، إنّا وجدناه، فاعلمن # على أمّه في ظلمة اللّيل باركا
فقال السّمط: [من الطويل]
تعيّشت-يا عيّاش-من فضل كسبها # و عدت سمينا بعد طول هزالكا
يعاتبني عيّاش أن لا أعوده # فأهون به حيّا عليّ، و هالكا
و إنّي لأستحيي من النّاس كلّهم # و من خالقي من أن أرى بفنائكا [4]
فقال عيّاش: [من الطويل]
أ تزعم أنّي قد سمنت بكسبها # و ما كسبها-يا سمط-غير عطائكا
فإن بذلت لي، رغبة عنك، مالها # فمت كمدا، أو ضنّ عنها بمالكا
فقال السّمط: [من الطويل]
و لمّا مضى للحمل تسعة أشهر # و راب الذي في بطنها من حلابكا
دعوت إليها القابلات يلينها # فجاءت بمسطوح القفا في مثالكا