قال الذهبي: (قلت: أمّا انحرافه عن خصوم عليّ فظاهر، و أما أمر الشيخين فمعظم لهما بكلّ حال فهو شيعيّ لا رافضيّ، و ليته لم يصنّف المستدرك فانّه غضّ من فضائله بسوء تصرفه) . انتهت أقوال الذهبي.
و لإمام المحدثين بمدرسة الخلفاء أسوة بإمام المذهب الشافعي محمد بن إدريس (ت: 204 هـ) حيث رمي بالرفض كما رواه البيهقي، فقال الشافعي في ذلك:
قالوا ترفضت، قلت كلاّ # ما الرفض ديني و لا اعتقادي
غير أنّه لم ينفعه الكتمان و رمي بالرفض كغيره من العلماء الّذين لا يكتمون رأيهم في ما ورد عن سنّة الرسول (ص) و سيرة الصّحابة، و إنّ
[24] ورد في ديوان الشافعي ط. بيروت 1403 هـ، و كذلك في (النصائح الكافية لمن يتولى معاوية) لمحمد بن يحيى العلوي (ت: 1350 هـ) و ذكر ابن حجر في الصواعق المحرقة ص 131: (الولي) بدلا من (الوصي) . و لنا أن نعد هذا التبديل في الصواعق من موارد الكتمان لدى أتباع مدرسة الخلفاء.
[25] هذا موجز ما أورده الهيتمي (ت: 974 هـ) في الصواعق، ط. مصر الثانية، سنة 1375 هـ، ص 131، مع قول البيهقي أورد جميعها مفصلا و البيت: إن كان رفضا... مع بيتين آخرين رواها أيضا ابن الصباغ المالكي المكي (ت: 855 هـ) في كتابه الفصول حسب نقل صاحب الكنى و الألقاب بترجمة الشافعي.