responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم المدرستين نویسنده : العسكري، السيد مرتضى    جلد : 1  صفحه : 247

لا يقصر فيهم، و إذا فرغ منهم أن يبعث بهم أسراء. فسار إليهم عكرمة و قاتلهم و حاصرهم، فسألوا الصّلح و أن يؤدّوا الزكاة، فأبى إلاّ أن ينزلوا على حكمه، فأجابوه. فدخل عكرمة حصنهم، و قتل أشرافهم صبرا، و سبى نساءهم و أولادهم، و أخذ أموالهم و وجّه بالباقين إلى أبي بكر، فهمّ أن يقتل الرجال و يقسم النساء و الذرية، فقال له عمر:

يا خليفة رسول اللّه، إنّ القوم على دين الإسلام يحلفون باللّه مجتهدين ما كنّا رجعنا عن دين الإسلام. فحبسهم أبو بكر إلى أن توفّي و أطلق عمر سراحهم على عهده.

فسار عكرمة إلى زياد فبلغ خبر الأشعث فانحاز إلى حصن النجير و جمع فيه نساءه و نساء قومه. فبلغ ذلك قبائل كندة ممّن كان تفرّق عن الأشعث لمّا قتل رسول أبي بكر فتلاوموا أن يتركوا بني عمّهم محاصرين، فسارت لقتال زياد، فجزع لذلك فقال له عكرمة: أرى أن تقيم محاصرا لمن في الحصن و أمضي أنا فألقى هؤلاء القوم، فقال له زياد: نعم ما رأيت، و لكن إن ظفر اللّه بهم فلا ترفع السيف حتى تبيدهم عن آخرهم.

فقال عكرمة: لست آلو جهدا في ما أقدر عليه.

فسار عكرمة حتّى وافى القوم فتقاتلوا و كانت الحرب بينهم سجالا و الأشعث لا يعلم عن ذلك شيئا، و طال عليهم الحصار و اشتدّ بهم الجوع و العطش، فطلب من زياد الأمان له و لأهل بيته و عشرة من وجوه أصحابه و كتب بينهم، فبعث زياد الكتاب إلى عكرمة، فأخبر عكرمة قبائل كندة بذلك و أراهم الكتاب، فتركوا القتال و انصرفوا، و دخل زياد الحصن و أخذ يضرب أعناق المقاتلة صبرا، و وافاه كتاب أبي بكر أن يحمل من نزل على حكمه إلى المدينة، فصفد من بقي منهم بالحديد و أرسلهم إلى المدينة [24] .


[24] لقد لخّصنا الخبر ممّا رواه البلاذريّ في فتوح البلدان في ذكر ردّة بني وليعة، و الأشعث بن‌

نام کتاب : معالم المدرستين نویسنده : العسكري، السيد مرتضى    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست