و قال للفتى: خذ ناقتك فإن كلّمك أحد سأحطم أنفه بالسّيف و قال:
نحن إنما أطعنا رسول اللّه (ص) إذ كان حيّا، و لو قام رجل من أهل بيته لأطعناه؛ و أمّا ابن أبي قحافة فلا و اللّه ماله في رقابنا طاعة و لا بيعة. و أنشأ أبياتا من جملتها:
أطعنا رسول اللّه إذ كان بيننا # فيا عجبا ممّن يطيع أبا بكر
فقال له الحارث بن معاوية من سادة كندة: إنّك لتدعو إلى طاعة رجل لم يعهد إلينا و لا إليكم فيه عهد.
فقال له زياد: صدقت و لكنّا اخترناه لهذا الأمر.
فقال له الحارث: أخبرني لم نحّيتم عنها أهل بيته؟و هم أحقّ الناس بها لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: وَ أُولُوا اَلْأَرْحََامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىََ بِبَعْضٍ فِي كِتََابِ اَللََّهِ الأحزاب/6.
فقال له زياد: إنّ المهاجرين و الأنصار أنظر لأنفسهم منك! فقال له الحارث: لا و اللّه ما أزلتموها عن أهلها إلاّ حسدا منكم، و ما يستقرّ في قلبي أنّ رسول اللّه (ص) خرج من الدنيا و لم ينصب للنّاس علما يتّبعونه، فارحل عنّا أيّها الرجل فإنك تدعو إلى غير رضا. ثمّ أنشأ الحارث يقول:
كان الرسول هو المطاع فقد مضى # صلّى عليه اللّه لم يستخلف
فأرسل زياد إبل الصّدقة أمامه إلى المدينة، ثمّ سار إلى المدينة و أخبر أبا بكر، فجهّزه في أربعة آلاف مقاتل. فسار زياد يريد حضر موت و في طريقه كان يباغت قبائل كندة و يقتل منهم و يستأسر، مثل بني هند الّذين هاجمهم و قتل منهم جماعة و احتوى على نسائهم و ذراريهم.
و وافى حيّ بني العاقل من كندة غافلين فلمّا أشرفت الخيل عليهم تصايحت النّساء و اقتتل الرجال ساعة و وقعت الهزيمة عليهم، و احتوى رياد