ثم يجدّد اللّه دين الإسلام بإرسال نبيّ جديد ينسخ بعض الشّعائر و الطقوس الّتي لامسها التّحريف. و لمّا أرسل اللّه خاتم أنبيائه محمدا (ص) بالقرآن، أنزل فيه أصول الإسلام من عقائد و أحكام في آيات محكمة و أوحى إليه تفصيل ما أنزل في القرآن ليبيّن للنّاس ما نزّل إليهم [4] ، فعلّمهم الرسول شرائع الإسلام من كيفيّة ركعات الصّلاة و تعدادها، و ما يمسكون عنه في الصّوم و شرائطه، و الطّواف و أشواطه و بدايته و نهايته، إلى غيرها من أحكام واجبة و مستحبّة و محرّمة، فتكوّن منها لدى المسلمين الحديث النبويّ الشّريف.
و كذلك جعل اللّه تجسيد الإسلام في سيرة رسول اللّه (ص) و أمر النّاس باتّباعه في قوله تعالى: لَقَدْ كََانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اَللََّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ الأحزاب/21.
و سمّي مجموع السّيرة و الحديث النبوي في الشرع الإسلامي بالسنّة، و أمرنا اللّه و رسوله باتّباع سنّة الرسول (ص) [5] .
[5] أمر اللّه في آية: لَقَدْ كََانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اَللََّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ بالاقتداء بسيرة الرسول (ص) ، و في آية: مََا آتََاكُمُ اَلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مََا نَهََاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا الحشر/7، أمر بالعمل بحديث الرسول (ص) و السنّة عبارة عنها.