شرع اللّه للإنسان، بمقتضى ربوبيّته، من الدّين ما ينظم حياته و يسعده و يوصله إلى درجة الكمال الإنسانيّ، و هداه بواسطة أنبيائه إليه و سمّاه الإسلام [1] . كما سنّ لجميع مخلوقاته أنظمة تتناسب و فطرتهم و توصلهم إلى درجة الكمال في وجودهم، و هداهم إلى السّير بموجبها إلهاميّا أو تسخيريّا [2] .
و كان النّوع الإنسانيّ كلّما توفّي رسول من رسل اللّه في أمّة منه، قام أصحاب الطّول و السّلطان من تلك الأمّة بتحريف ما يخالف هوى أنفسهم من شريعة نبيّهم أو كتمانه، ثمّ ينسبون ما لديهم من الشّريعة المحرّفة إلى اللّه
[1] قال اللّه سبحانه و تعالى: إِنَّ اَلدِّينَ عِنْدَ اَللََّهِ اَلْإِسْلاََمُ آل عمران/19. و قال: