و من هم الملأ الأعلى و عندهم * * * علم الكتاب كما جاءت [1]به السور [2]
فأجبت سؤاله، و أسعفت مقاله، رجاء لدعائه الصالح، و ثنائه العطر الفائح، و لما أوجب اللّه تعالى على الخلق من محبّتهم، و التعظيم لقدرهم، و التنوية بذكرهم، و الاتباع بهديهم.
و أشرت إلى بعض ما خصّهم اللّه تعالى به من المواهب الشريفة، و شرّفهم به من المناقب المنيفة، فإنّ اللّه تعالى جعل محبّتهم مثمرة/ 2/ السعادات في الأولى و العقبى، و أنزل في شأنهم: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى[3].
و قد قال الامام الشافعي رحمه اللّه في هذا المعنى مشيرا إلى وصفهم و منبّها على ما خصّهم اللّه تعالى به من رعاية فضلهم:
[1]- في الفرائد و غيره: و ما جاءت، و مثل المثبت في نظم درر السمطين: ص 14.
[2]- اقتباس المصنّف هنا من فرائد السمطين: 1/ 14، و انظر كشف الغمّة: 3/ 111، و في عيون أخبار الرضا للصدوق: 2/ 155 باب (40) ح 10 بسنده قال: نظر أبو نؤاس إلى أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليهما السلام) ذات يوم و قد خرج من عند المأمون على بغلة له، فدنا منه أبو نؤاس فسلّم عليه و قال: يا ابن رسول اللّه قد قلت فيك أبياتا فأحبّ أن تسمعها منّي، قال: هات، فأنشأ يقول: