و حكي هذا بعينه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ثمّ قال: ليس هؤلاء المنعم عليهم بالمال و صحّة البدن و إن كان كلّ هذا نعمة من اللّه ظاهرة، أ لا ترون أن هؤلاء قد يكونون كفّارا أو فسّاقا؟ فما ندبتم إلى أن تدعوا بأن ترشدوا إلى صراطهم.
و إنّما امرتم بالدعاء بأن ترشدوا إلى صراط الّذين انعم عليهم بالإيمان [باللّه] و تصديق رسوله و بالولاية لمحمّد و آله الطاهرين، و أصحابه الخيّرين المنتجبين، و بالتقيّة الحسنة الّتي يسلم بها من شرّ عباد اللّه، و من الزّيادة في آثام أعداء اللّه و كفرهم، بأن تداريهم و لا تعزيهم بأذاك و أذى المؤمنين، و بالمعرفة بحقوق الإخوان من المؤمنين.
فإنه ما من عبد و لا أمة و الى محمّدا و آل محمّد (عليهم السلام) و عادى من عاداهم إلّا كان قد اتّخذ من عذاب اللّه حصنا منيعا و جنّة حصينة؛ و ما من عبد و لا أمة دارى عباد اللّه فأحسن المداراة فلم يدخل بها في باطل و لم يخرج بها من حقّ إلّا جعل اللّه عزّ و جلّ نفسه تسبيحا، و زكّى عمله، و أعطاه بصيرة على كتمان سرّنا و احتمال الغيظ لما يسمعه من أعدائنا ثواب المتشحّط بدمه في سبيل اللّه.
و ما من عبد أخذ نفسه بحقوق إخوانه، فوفّاهم حقوقهم جهده، و أعطاهم ممكنه، و رضي عنهم بعفوهم و ترك الاستقصاء عليهم، فيما يكون من زللهم و اغتفرها لهم إلّا قال اللّه له يوم يلقاه: يا عبدي قضيت حقوق إخوانك، و لم تستقص عليهم فيما لك عليهم، فأنا أجود و أكرم و أولى بمثل ما فعلته من المسامحة و الكرم فإنّي أقضيك اليوم على حقّ [ما] وعدتك به، و أزيدك من فضلي الواسع، و لا أستقصي عليك في تقصيرك في بعض حقوقي، قال: فيلحقهم بمحمّد و آله، و يجعله في خيار شيعتهم.
ثمّ قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) لبعض أصحابه ذات يوم: يا عبد اللّه أحبّ في اللّه؛ و أبغض في اللّه؛ و وال في اللّه؛ و عاد في اللّه؛ فإنّه لا تنال ولاية اللّه إلّا بذلك، و لا يجد رجل طعم الإيمان و إن كثرت صلاته و صيامه حتّى يكون كذلك و قد
نام کتاب : مسند الإمام العسكري أبي محمد الحسن بن علي(ع) نویسنده : العطاردي، الشيخ عزيز الله جلد : 1 صفحه : 163