responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسند الإمام العسكري أبي محمد الحسن بن علي(ع) نویسنده : العطاردي، الشيخ عزيز الله    جلد : 1  صفحه : 161

العوام عنه لحوائجهم، و تبعته أقتفي أثره فلم يلبث أن مرّ بخبّاز فتغفّله فأخذ من دكّانه رغيفين مسارقة، فتعجّبت منه، ثمّ قلت في نفسي: لعلّه معاملة، ثمّ مرّ بعده بصاحب رمّان فما زال به حتّى تغفّله فأخذ من عنده رمّانتين مسارقة، فتعجّبت منه، ثمّ قلت في نفسي: لعلّه معاملة.

ثمّ أقول: و ما حاجته إذا إلى المسارقة، ثمّ لم أزل أتبعه حتّى مرّ بمريض فوضع الرّغيفين و الرّمّانتين و من بين يديه و مضى، و تبعته حتّى استقرّ في بقعة من الصحراء، فقلت له: يا عبد اللّه لقد سمعت بك و أحببت لقاءك، فلقيتك و لكنّي رأيت منك ما شغل قلبي! و إنّي سائلك عنه ليزول به شغل قلبي.

قال: ما هو؟ قلت: رأيتك مررت بخبّاز و سرقت منه رغيفين، ثمّ بصاحب الرّمان و سرقت منه رمّانتين! قال: فقال لي: قبل كلّ شي‌ء حدّثني من أنت؟ قلت:

رجل من ولد آدم (عليه السلام) من أمّة محمّد (صلّى اللّه عليه و آله). قال: حدّثني من أنت؟

قلت: رجل من أهل بيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله). قال: أين بلدك؟ قلت:

المدينة. قال: لعلّك جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (صلوات الله عليهم).

قلت: بلى. فقال لي: فما ينفعك شرف أصلك مع جهلك بما شرفت و به و تركك علم جدّك و أبيك لئلّا تنكر ما يجب أن يحمد و يمدح عليه فاعله؟ قلت: و ما هو؟ قال:

القرآن كتاب اللّه! قلت: و ما الّذي جهلت منه؟ قال: قول اللّه عزّ و جلّ: «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى‌ إِلَّا مِثْلَها» و إنّي لمّا سرقت الرّغيفين كانت سيّئتين و لمّا سرقت الرّمّانتين كانت سيّئتين فهذه أربع سيّئات.

فلمّا تصدّقت بكلّ [واحد] منهما كان لي [بها] أربعين حسنة فانتقص من أربعين حسنة أربع بأربع سيّئات بقي لي ستّ و ثلاثون حسنة. قلت: ثكلتك امّك! أنت الجاهل بكتاب اللّه، أ ما سمعت أنّه عزّ و جلّ يقول: «إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ» إنّك لمّا سرقت رغيفين كانت سيّئتين و لمّا سرقت رمّانتين كانت أيضا

نام کتاب : مسند الإمام العسكري أبي محمد الحسن بن علي(ع) نویسنده : العطاردي، الشيخ عزيز الله    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست