responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسند الإمام السجاد أبي محمد علي بن الحسين(ع) نویسنده : العطاردي، الشيخ عزيز الله    جلد : 1  صفحه : 396

الفلك من علوم الغيوب، و لست أذكر منها إلّا قليلا أفتنه أو مغيب ضريح تجافت عنه، فاعتبر أيها السامع بهلكات الأمم و زوال النعم، و فضاعة ما تسمع و ترى من سوء آثارها فى الديار الخالية و الرسوم الفانية و الربوع الصموت.

و كم عالم أفنت فلم تبك شجوه‌ * * * و لا بدّ أن تفنى سريعا لحوقها

فانظر بعين قلبك إلى مصارع أهل البذخ و تأمل معاقل الملوك و مصانع الجبارين و كيف عركتهم الدنيا بكلاكل الفناء و جاهرتم بالمنكرات و سحبت عليهم أذيال البوار، و طحنتهم طحن الرحا للحبّ و استودعتهم موج الرياح، تسحب عليهم أذيالها فوق مصارعهم فى فلوات‌

فتلك مغانيهم و هذى قبورهم‌ * * * توارثها أعصارها و حريقها

أيها المجتهد فى آثار من مضى من قبلك من الأمم السالفة، توقف و تفهم و انظر أىّ عز ملك أو نعيم أنس أو بشاشة ألف إلا نقصت أهله قرة أعينهم و فرّقتهم أيدى المنون، و ألحقتهم بتجافيف التراب، فاضحوا فى فجوات قبورهم يتقلبون و فى بطون الهلكات عظاما و رفاتا و صلصالا فى الأرض هامدون.

و آليت لا تبقى الليالى بشاشة * * * و لا جدة إلا سريعا خلوقها

فى مطالع أهل البرزخ و خمود تلك الرقدة و طول تلك الاقامة طفيت مصابيح النظر و اضمحلّت غوامض الفكر، و ذم الغفول أهل العقول، و كم بقيت متلذذا فى طوامس هوامد تلك الغرفات، فنوهت بأسماء الملوك و هتفت بالجبارين و دعوت الأطباء و الحكماء، و ناديت معادن الرسالة و الأنبياء أتململ تململ السليم و أبكى بكاء الحزين و أنادى و لات حين مناص‌

سوى أنهم كانوا فبانوا و اننى‌ * * * على جدد قصد سريعا لحوقها

تذكرت مراتب الفهم و غضاضة فطن العقول بتذكر قلب جريح فصدعت الدنيا عما التذّ بنواظر فكرها من سوء الغفلة، و من عجب كيف يسكن إليها من‌

نام کتاب : مسند الإمام السجاد أبي محمد علي بن الحسين(ع) نویسنده : العطاردي، الشيخ عزيز الله    جلد : 1  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست