في الوقت الذي نؤكد فيه على أهمية العمل الجَماعي، وعظيم فائدته في جميع ما تقدم، إلا أن ذلك لا يعني انحصار الأمر به، واليأس والتقاعس عن العمل عند تعذره، لقلة المؤمنين في بعض البلاد، أو صعوبة الاتصال بينهم، أو لعدم اهتمامهم بالعمل، وعدم شعورهم بالمسؤولية إزاء أنفسهم، أو إزاء أهاليهم، أو إزاء جماعتهم الذين معهم، أو إزاء دينهم ومبادئهم ومثلهم.
فإن الأمر الأساسي هو عمل الفرد وتحمله المسؤولية، لأن الله سبحانه وتعالى يسأل كل إنسان عن ما كلفه به وحمله إياه وأقدره عليه، ويذخر عمله له ويؤجره عليه. قال تعالى: (( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُور* اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً * مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ))[1]. وقال عز من قائل: (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ))[2]. وقال سبحانه: (( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ))[3]. وقال عز وجل: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُو