نام کتاب : ما يحتاجه الشباب نویسنده : الصادقي، أحمد جلد : 1 صفحه : 93
فقد قال ( عتبة بن ربيعة ) أحد قادة الشرك في مكّة لـ( سعد بن زرارة ) ، عندما جاءه من المدينة ليتوسّط في حلّ الخلاف القائم بين قبيلة الخزرج وقبيلة الأوس : ( بَعُدت دارنا من داركم ، ولنا شغلٌ لا نتفرّغ لشيء ، خرجَ فينا رجل يدّعي أنّه رسول الله ، سفّه أحلامنا ، وسبّ آلهتنا ، وأفسدَ شبابنا ، وفرّق جماعتنا ) [1] .
كما أنّ جماعة أخرى من قادة الكفر والنفاق ، أحسّت بالخوف الشديد من التفاف الشباب حول النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) وإطاعتهم له ، فذهبت إلى أبي طالب عمّ النبي والمُستميت في الدفاع عنه ، فشكوهُ قائلين : ( يا أبا طالب ، إنّ ابن أخيك محمّداً خالفَ قومه ، وسفّه أحلامهم ، وعابَ آلهتهم وسبّها ، وأفسدَ الشباب من رجالهم ، وفرّق جماعتهم ) [2] .
أجل ، فبمقدار ما كان إيمان واعتقاد وتواجد الشباب في صفوف المجتمع ، والتديّن ضرورياً ومصيرياً لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وكان يسعى إلى المحافظة عليه ، كان الأعداء والمشركون يصرّحون بتذمّرهم منه ، وبذلوا جميع ما بوسعهم لإبطال هذا الدور الفاعل الذي يقوم به الشباب المؤمن ، وإبعادهم عن الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) والمجتمع .
وقد ذَكرت كُتب التاريخ : أنّ المشركين لم يكفّوا عن إيذاء المسلمين ، حتّى بعد أن هاجر 83 رجلاً و18 امرأة سوى الأطفال إلى الحبشة ، وتركوا أوطانهم بأمر النبي بُغية الخلاص ومن وطأة الكفّار وعذابهم ، ومع ذلك لم يقرّ للمشركين قرار ، فأرسلوا رجلين جِلفين هما : عمرو بن العاص ، وعمارة بن الوليد إلى النجاشي ( مَلك الحبشة ) بُغية تشويه صورة المهاجرين ، فقال ( عمرو بن العاص ) للنجاشي : ( خالَفوا ديننا ، وسبّوا آلهتنا ، وأفسدوا شبابنا ، وفرّقوا جماعتنا ) [3] .