إنّ الشباب ثروة عظيمة لا يدركها كافّة الشباب ما دامت في أيديهم ، وحينما يفقدونها يكون قد فاتهم الأوان ، واستحال الرجوع إلى الوراء !
وقلّما تجد شابّاً يدرك قيمة شبابه ويغتنمها بشكلٍ كامل ، وقلّما يندم الكبار على الفُرص التي ضيّعوها في شبابهم !
وهنا تتجلّى أهمية حِكمة الإمام علي (عليه السلام)كي لا يغترّ الشباب بمستوى وعيهم ، وأن لا يُضيّعوا فرصة الشباب الذهبية ، وعلى أولياء الأمور أن يراقبوا بشدّة ، وأن يتجاوزوا عن غفلة الشباب وعثراتهم الطفيفة ، وأن يغضّوا الطرف عنها .
قال الإمام علي (عليه السلام): ( جهلُ الشباب معذور ، وعلمهُ محقور ) .
كما أنّ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) الذي عاشرَ فئات مختلفة من الناس ، يلفت أنظار أصحابه إلى مشاعر الشباب الطاهرة وطاقاتهم الكبيرة ، وقد أدّى الصدقُ في العمل والتواضع والعيش البسيط ، والهدف المعنوي ورسم صورة وضّاءة للإسلام من قِبَل النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، إلى تأثّر طبقة الشباب بهداية النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، فكانوا من خُلّص أصحابه والمؤثّرين في دعوته ، ممّا أدّى إلى استياء المشركين من هذا الأمر ، وأحسّوا بالقلق على مستقبلهم ، وسعوا جاهدين إلى اتّهام الشباب المؤمن الطاهر بالانحراف والفساد الأخلاقي !
نام کتاب : ما يحتاجه الشباب نویسنده : الصادقي، أحمد جلد : 1 صفحه : 92