responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما يحتاجه الشباب نویسنده : الصادقي، أحمد    جلد : 1  صفحه : 63

إلاّ أنّ مُسلماً أصرَّ على موقفه ، وتوجّه نحو جموع الأعداء الذين كانوا يرشقون معسكر الإمام (عليه السلام)بوابِل سهامهم ، فوقفَ أمامهم رافعاً كتاب الله بيده اليمنى ودعاهم إلى اتّباع القرآن والانصياع لأحكامه ، إلاّ أنّهم قَطعوا كلتا يديه ثمّ مزّقوه برماحهم ، فاستشهدَ وهو يضمّ القرآن إلى صدره !

فقال الإمام علي (عليه السلام)فيه : ( إنّ الفتى ( مُسلم ) ممّن حشا الله قلبهُ نوراً وإيماناً ) [1] .

3 ـ زكريا بن إبراهيم

والنموذج الآخر للتأثّر بالحقّ والتأثير من خلاله عَبر السلوكية الحسنة ، نجدهُ في شخصية زكريا بن إبراهيم ، كان زكريا من أهل الكوفة وقد عاشَ وسط عائلة نصرانية ، وقد وردَ عنه في أصول الكافي أنّه قال : ( كنتُ نصرانياً فأسلمتُ وحَجَجتُ ، فدخلتُ على أبي عبد الله (عليه السلام)فقلت : إنّي كنتُ على النصرانية وإنّي أسلمتُ ، فقال : ( وأيّ شيء رأيتَ في الإسلام ؟ قلتُ : قول الله عزّ وجل : ( مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإيمَان وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء ) [2] ، فقال : لقد هداك الله ، ثمّ قال : اللهمّ اهدهِ ثلاثاً ، ثمّ قال : سَل عمّا شئت يا بُني ، فقلت : إنّ أبي وأمي على النصرانية وأهل بيتي ، وأمّي مكفوفة البصر ، فأكون معهم وآكل في آنيتهم ؟ فقال : يأكلون لحم الخنزير ؟ فقلت : لا ، ولا يمسّونه ، فقال : لا بأس ، فانظر أمّك فبرّها ، فإذا ماتت فلا تكلها إلى غيرك ، كُن أنت الذي تقوم بشأنها ، ولا تُخبرنَّ أحداً أنّك أتيتني حتّى تأتيني بمِنى إن شاء الله ، قال : فأتيتهُ بمنى والناس حولهُ كأنّه معلّم صبيان ، هذا يسأله وهذا يسأله ، فلمّا قَدمتُ الكوفة ألطفتُ لأمّي وكنت أُطعمها ، وأُفلي ثوبها ورأسها وأخدمها ، فقالت لي : يا بني ، ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديني ، فما الذي أرى منك منذ هاجرتَ فدخلت في الحُنيفية ؟ فقلت : رجل من وِلد نبيّنا أمرَني بهذا ، فقالت : هذا الرجل هو نبيّ ؟ فقلت : لا ، ولكنّه ابن نبي ،


[1] بحار الأنوار : 28 / 90 ، 37 / 325 .

[2] سورة الشورى : الآية 52 .

نام کتاب : ما يحتاجه الشباب نویسنده : الصادقي، أحمد    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست