نام کتاب : ما يحتاجه الشباب نویسنده : الصادقي، أحمد جلد : 1 صفحه : 40
رأى رجالاً يسقون أغنامهم ورأى بعيداً عنهم امرأتين تمنعان وتذودان غنمهما من الورود إلى الماء ، فسألهما موسى (عليه السلام): ( ما شأنكما ومالكما لا تسقيان غنمكما ؟ فقالتا : لا نسقي حتّى ينصرف الرجال ، وأبونا لا يقوى على السقي بنفسه ؛ لأنّه شيخ كبير ، لذلك احتجنا ونحن نساء أن نسقي الغنم ، فسقى موسى غنمهما ، ثمّ تولّى إلى ظلِّ شجرة وقال : ( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )[1] .
وعندما ذهبت الفتاتان إلى أبيهما شعيب (عليه السلام)وأخبرتاه بما شاهدتاه من خبر موسى الشابّ الأمين الذي أعانهما ، أمرَ شعيب (عليه السلام)واحدة منهما بالرجوع إلى موسى (عليه السلام)واستدعائه ، فجاءَته على استحياء وقالت له : إنّ أبي يدعوك ليكافئك على سقيك غنمنا ، فتوجّه معها إلى بيت أبيها فتقدّمته لتُدلّه على الطريق ، وكانت الريح تضرب ثوبها فتصف محاسنها فناداها موسى (عليه السلام): ( يا أمَة الله ، كوني خلفي وأرني الطريق بقولك ، ولمّا دَخل على شعيب وقصّ عليه أمره طمأنَهُ وقال له : نجوتَ من فرعون وقومه إذ لا سلطان لهُ بأرض مدين ) ، ثمّ أشارت إحدى البنتين على شعيب أن يستأجرهُ لقوّته على العمل وأدائه الأمانة ، ثمّ زوّجه ( صفّورة ) ، واسم الثانية ( ليا ) ، وجَعل مهرها أن يعمل له أجيراً ثماني أو عشر سنوات ، فقبلَ موسى بالشرط وحصلَ الزواج بعد أن عَرف موسى فيها العفّة والحياء ، وعَرفت فيه الإيمان والتضحية والأمانة .
الاحتياطات اللازمة
إنّ الفتيان والفتيات وإن أمكنهم التحدّث إلى بعضهم في ظلّ الأجواء السليمة ، وبين الأقارب وفي الأماكن الدراسية ، وأن يتبادلوا المعلومات الدراسية بلا ريبة ، وهو أمرٌ يقرّه العلماء والمؤمنون والمتشرّعون ، إلاّ أنّه من الضروري تشديد المراقبة الأخلاقية ، وتجنّب الاختلاط بغير المحارم في غير هذه الأجواء ، على الخصوص في البيئات التي تُخيّم عليها الشهوات والأهواء .