responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 95

و قال معاوية لضرار بن ضمرة: صف لي عليّا، قال: اعفني. قال: لتصفنّه. قال:

أمّا إذا لا بدّ فإنّه و اللّه كان بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، و يحكم عدلا، يتفجّر العلم من جوانبه، و تنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا و زهرتها، و يأنس بالليل و وحشته، كان غزير الدمعة (1)، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما خشن، و من الطعام ما جشب (2)، و كان فينا كأحدنا، مجيبنا إذا سألناه، و يأتينا إذا دعوناه، و نحن و اللّه مع تقريبه إيّانا و قربه منّا، لا نكاد نكلّمه هيبة له، و يعظم أهل الدين، و يقرب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، و لا ييأس الضعيف من عدله، فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه و قد أرخى الليل سدوله (3)، و غارت نجومه، قابضا على لحيته، و يتململ تململ السليم (4)، و يبكى بكاء الحزين، و هو يقول: يا دنيا غرّي غيري، أبي تعرّضت أم إليّ تشوّقت؟ هيهات هيهات قد طلّقتك ثلاثا لا رجعة لي فيك، فعمرك قصير، و خطرك كبير، و عيشك حقير، آه من قلّة الزاد و بعد السفر، و وحشة الطريق. فبكى معاوية و قال: رحم اللّه أبا الحسن كان و اللّه كذلك، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال:

حزن من ذبح ولدها بحجرها، فهي لا ترقى عبرتها و لا يسكن حزنها.

في بيعته (عليه السلام) و ما جاء فيها

عن سعيد بن المسيب قال: لمّا قتل عثمان جاء الناس إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) حتّى دخلوا داره فقالوا: نبايعك فمدّ يدك فلا بدّ للناس من أمير، فقال: ليس ذلك إليكم إنّما ذلك لأهل بدر، فمن رضوا به فهو خليفة، فلم يبق أحد من أهل بدر إلّا أتى عليّا (عليه السلام) و قالوا: ما نرى أحدا أحقّ بها منك فمدّ يدك نبايعك، فقال: أين طلحة و الزبير، فكان أوّل من بايعه طلحة فبايعه بيده، و كانت أصبعه شلّاء فتطيّر منها علي (عليه السلام) و قال: ما أخلفه أن ينكث، ثمّ بايعه الزبير و سعد و أصحاب النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) جميعا.


(1) أي كثيرها.

(2) جشب الطعام: خشن.

(3) يقال: سدل شعره و ثوبه: إذا أرخاه يسدله- بالضم- و السديل: ما أسبل على الهودج.

(4) و هو اللذيع.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست