نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 80
أمر اللّه تعالى، ثمّ خرجت في اليوم الرابع و على يدها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثمّ قالت: إنّي فضّلت على من تقدّمني من النساء لأنّ آسية بنت مزاحم عبدت اللّه سرّا في موضع لا يحبّ اللّه أن يعبد فيه إلّا اضطرارا، و إنّ مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة (1) بيدها حتّى أكلت منها رطبا جنيّا (2)، و إنّي دخلت بيت اللّه الحرام فأكلت من ثمار الجنّة و أرزاقها، فلمّا أردت أن أخرج هتف بي هاتف و قال: يا فاطمة سمّيه عليّا فهو عليّ و اللّه العليّ الأعلى يقول: اشتققت اسمه من اسمي و أدّبته بأدبي، و أوقفته على غامض علمي و هو الذي يكسر الأصنام في بيتي، و هو الذي يؤذّن فوق ظهر بيتي و يقدّسني و يمجّدني، فطوبى لمن أحبّه و أطاعه و ويل لمن أبغضه و عصاه. قالت: فولدت عليّا و لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) ثلاثون سنة، فأحبّه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) حبّا شديدا، و قال لها: اجعلي مهده بقرب فراشي، و كان (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يلي أكثر تربيته، و كان يطهّر عليّا في وقت غسله و يوجره اللبن عند شربه (3) و يحرّك مهده عند نومه، و يناغيه في يقظته (4)، و يحمله على صدره و رقبته، و يقول: هذا أخي و وليّي و ناصري و صفيّي و ذخري و كهفي (5) و صهري و وصيّي و زوج كريمتي و أميني على وصيّتي و خليفتي.
و كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يحمله دائما و يطوف به جبال مكة و شعابها و أوديتها و فجاجها (6) صلّى اللّه على الحامل و المحمول.
و حكى أبو عمر الزاهد في كتاب اليواقيت قال: قال ابن الأعرابي: كانت فاطمة بنت أسد أم علي صلّى اللّه عليهما حاملا بعلي و أبو طالب غائب فوضعته فسمّته أسدا لتحيي به ذكر أبيها فلمّا قدم أبو طالب سمّاه عليّا.
و هو أوّل من آمن باللّه تعالى و برسوله عليه و آله السلام من أهل البيت و الأصحاب، و أوّل ذكر دعاه النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) إلى الإسلام فأجاب، و لم يزل ينصر الدين