نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 529
و عن أبي بكرة قال: كان النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يصلّي بنا فيجيء الحسن و هو ساجد صبي صغير حتّى يصير على ظهره أو رقبته فيرفعه رفعا رفيقا، فلمّا صلّى صلاته قالوا: يا رسول اللّه إنّك تصنع بهذا الصبي شيئا لا تصنعه بأحد؟ فقال: هذا ريحانتي، و إنّ ابني هذا سيّد، و عسى اللّه أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين.
و عن البراء بن عازب قال: رأيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) واضعا الحسن على عاتقه و قال: من أحبّني فليحبّه.
و عن نعيم قال: قال أبو هريرة: ما رأيت الحسن (عليه السلام) قط إلّا فاضت عيناي دموعا، و ذلك أنّه أتى يوما يشتد حتّى قعد في حجر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و رسول اللّه يفتح فمه، ثمّ يدخل فمه في فمه، و يقول: اللهمّ إنّي أحبّه فأحبّه، و أحبّ من أحبّه، يقولها ثلاث مرّات.
و عن الحارث قال: سأل عليّ ابنه الحسن (عليهما السلام) عن أشياء من أمر المروة (و يجيء فيما أورده كمال الدين رحمه اللّه في الفصل التاسع في كلامه) و في آخرها: قال علي: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يقول: لا فقر أشدّ من الجهل، و لا مال أعود من العقل (1).
و عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال: قلت للحسن بن علي (عليهما السلام): إنّ الناس يقولون: إنّك تريد الخلافة؟ فقال: قد كانت جماجم العرب في يدي، يحاربون من حاربت، و يسالمون من سالمت، فتركتها ابتغاء وجه اللّه تعالى و حقن دماء أمّة محمّد (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).
و عن الشعبي قال: شهدت الحسن بن علي (عليهما السلام) حين صالح معاوية بالنخيلة، فقال له معاوية: قم فأخبر الناس أنّك تركت هذا الأمر و سلّمته إليّ، فقام الحسن (عليه السلام) فحمد اللّه و أثنى عليه و قال: أمّا بعد فإنّ أكيس الكيس التقى، و أحمق الحمق الفجور، و إنّ هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا و معاوية إمّا أن يكون حقّ امرئ فهو أحقّ به منّي، و إمّا أن يكون حقّا لي فقد تركته إرادة إصلاح الامّة و حقن دمائها، و إن أدري لعلّه فتنة لكم و متاع إلى حين.
قلت: لا تظنّ الحسن (عليه السلام) تردّد شاكّا في نفسه و مخالفا لاعتقاده و مذهبه، لا و اللّه، و لكنّه جرى على لغة القرآن المجيد في قوله تعالى: وَ إِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ