و عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: أقطع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فاطمة (عليها السلام) فدك.
و عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: قلت: أ كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) أعطى فاطمة (عليها السلام) فدك؟ قال: كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) وقفها، فأنزل اللّه تبارك و تعالى عليه:
فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُفأعطاها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) حقّها، قلت: رسول اللّه أعطاها؟ قال:
بل اللّه تبارك و تعالى أعطاها، و قد تظاهرت الرواية من طرق أصحابنا بذلك و ثبت أنّ ذا القربى علي و فاطمة و الحسن و الحسين (عليهم السلام).
و على هذا فقد كان أبو بكر و عمر رضي اللّه عنهما لمّا وليا هذا الأمر يرتبان في الأعمال و البلاد القريبة و النائية من الصحابة و المهاجرين و الأنصار من لا يكاد يبلغ مرتبة علي و فاطمة و الحسن و الحسين (عليهم السلام) و لا يقاربها، فلو اعتقداهم مثل بعض الولاة و سلّما إليهم هذه الصدقة التي قامت النائرة في أخذها و عرّفاهم ما روياه و قالا لهم: أنتم أهل البيت و قد شهد اللّه لكم بالطهارة و أذهب عنكم الرجس و قد عرفناكم أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) قال: لا نورث ما تركنا صدقة، و قد سلّمناها إليكم و شغلنا ذممكم بها، و اللّه من وراء أفعالكم فيها، و هو سبحانه بمرأى منكم و مسمع فاعملوا فيها بما يقرّبكم منه و يزلفكم عنده، فعلى هذا سلّمناها إليكم و صرفناكم فيها فإن فعلتم الواجب الذي أمرتكم به و فعلتم فيها ما فعل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فقد أصبتم و أصبنا و أصبنا و إن تعدّيتم الواجب و خالفتم ما حدّه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فقد أخطأتم و أصبنا فإنّ الذي علينا الاجتهاد و لم نأل في اختياركم جهدا و ما علينا بعد بذل الجهد لائمة و هذا الحديث من الإنصاف كما ترى و اللّه الموفّق و المسدّد.
و روى أنّ فاطمة (عليها السلام) جاءت إلى أبي بكر رضي اللّه عنه بعد وفاة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فقالت:
يا أبا بكر من يرثك إذا متّ؟ قال: أهلي و ولدي، قالت: فمالي لا أرث رسول اللّه؟ قال:
يا بنت رسول اللّه إنّ النبي لا يورث و لكن أنفق على من كان ينفق عليه رسول اللّه و أعطى ما كان يعطيه، قالت: و اللّه لا أكلّمك بكلمة ما حييت فما كلّمته حتّى ماتت.
و قيل: جاءت فاطمة (عليها السلام) إلى أبي بكر رضي اللّه عنه فقالت: أعطني ميراثي من رسول
(1) من قولهم أقطع الإمام الجند البلد: جعل لهم غلّته رزقا.
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 451