responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 417

قال ابن طلحة: فلمّا مات (عليه السلام) غسله الحسن و الحسين و محمّد يصبّ الماء، ثمّ كفن و حنط و حمل و دفن في جوف الليل بالغري، و قيل: بين منزله و الجامع الأعظم و اللّه أعلم.

قال: و إذا كانت مدّة عمره (عليه السلام) خمسا و ستّين سنة على ما ظهر، فاعلم منحك اللّه بألطاف تأييده، إنّه (عليه السلام) كان بمكة مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) من أوّل عمره خمسا و عشرين سنة، فمنها بعد المبعث و النبوّة ثلاث عشرة سنة، و قبلها اثنى عشرة سنة، ثمّ هاجر و أقام مع النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) بالمدينة إلى أن توفى عشر سنين ثمّ بقي بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) إلى أن قتل ثلاثين سنة، فذلك خمس و ستّون سنة (آخر كلامه).

و قال الشيخ المفيد رضي اللّه عنه‌ قريبا ممّا ذكره ابن طلحة رحمه اللّه و الخوارزمي و زاد عليه ما أورده أنّهم كانوا قبل ذلك ألقوا إلى الأشعث بن قيس (1) ما في نفوسهم من العزيمة على قتل أمير المؤمنين و واطأهم عليه، و حضر الأشعث بن قيس في تلك الليلة لمعونتهم على ما اجتمعوا عليه، و كان حجر بن عدي رحمه اللّه في تلك الليلة بائتا في المسجد، فسمع الأشعث يقول لابن ملجم: النجا النجا بحاجتك (2) فقد فضحك الصبح، فأحسّ حجر


(1) أشعث بن قيس الكندي قد عدّه الشيخ من أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) ثمّ عدّه من أصحاب علي (عليه السلام) و قال: ثمّ صار خارجيا ملعونا. و عن الكشي بسنده عن بعض أصحابنا أنّ رجلين من ولد الأشعث بن قيس استأذنا على أبي عبد اللّه (عليه السلام) فلم يأذن لهما، فقلت: إنّ لهما ميلا و مودّة لكم؟ فقال: إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) لعن أقواما فجر اللعن فيهم و في أعقابهم إلى يوم القيامة، و حديث بيعته و عمرو بن حريث و جماعة مع الضب في خارج الكوفة و تسميته أمير المؤمنين استهزاء و إخبار علي (عليه السلام) بهذه القضية معروف مشهور في الأخبار و قال في تنقيح المقال: و يكفي في خبث هذا الخبيث نهي أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الصلاة في المسجد الذي بناه بل عدّه الباقر (عليه السلام) من المساجد الملعونة و ذكر الخبر في ترجمة شبث بن ربعي ثمّ قال: و مات بعد مقتل علي (عليه السلام) بأربعين ليلة و دفن بكوفة: و قيل غير ذلك «انتهى».

أقول: و كان الرجل ذا ثروة و منعة في قبيلة كندة و له صولة و شجاعة و كان ممّن خرج مع علي (عليه السلام) إلى صفّين لقتال معاوية و قصة شجاعته في وقعة القتال على الماء و ثباته في الحرب مع عسكر معاوية قبل رفع المصاحف على الرماح معروفة في كتب التواريخ. لكن الشيطان استحوذ عليه و صار من الخوارج و أعداء علي (عليه السلام) و قد ورثت ولده الخباثة و الشقاوة و السعي في إهلاك آل الرسول وفت أفلاذ كبد البتول من أبيهم فهذه جعدة ابنته زوجة الإمام الحسن بن علي (عليه السلام) و هي التي سقته السم فمات منه كما ذكره ابن الأثير في أسد الغابة و غيره و غيره، و هذا ابنه محمّد بن الأشعث الذي سار مع عمر بن سعد إلى كربلا و صار من قتلة سيّد الشهداء عليه آلاف التحية و الثناء فعليهم لعائن اللّه و الملائكة و النّاس أجمعين.

(2) نجا نجاء في الأمر: أسرع و سبق. و قولهم النجاء النجاء أي أسرع أسرع.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 417
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست