نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 365
و لم أعصه في أمر قط، أقيه بنفسي في المواطن التي تنكص فيها الأبطال، و ترعد منها الفرائص (1)، بقوّة أكرمني اللّه بها فله الحمد، و لقد قبض النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و إنّ رأسه لفي حجري، و لقد ولّيت غسله بيدي، تقلّبه الملائكة المقرّبون معي، و أيم اللّه ما اختلفت أمّة بعد نبيّها إلّا ظهر باطلها على حقّها إلّا ما شاء اللّه.
و عن سعيد بن المسيّب قال: سمعت رجلا سأل عبد اللّه بن عباس عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال له ابن عباس: إنّ عليّا صلّى القبلتين، و بايع البيعتين، و لم يعبد صنما و لا وثنا، و لم يضرب على رأسه بزلم و لا قدح (2)، ولد على الفطرة، و لم يشرك باللّه طرفة عين. فقال الرجل: إنّي لم أسألك عن هذا، إنّما أسألك عن حمله سيفه على عاتقه يختال به حتّى أتى البصرة فقتل بها أربعين ألفا، ثمّ سار إلى الشام فلقى حواجب العرب فضرب بعضهم ببعض حتّى قتلهم، ثمّ أتى النهروان و هم مسلمون فقتلهم عن آخرهم، فقال له ابن عباس: أ عليّ أعلم عندك أم أنا؟ فقال: لو كان علي أعلم عندي منك ما سألتك، قال: فغضب ابن عباس حتّى اشتدّ غضبه ثمّ قال: ثكلتك أمّك، عليّ علّمني و كان علمه من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و رسول اللّه علمه من اللّه من فوق عرشه، فعلم النبي من اللّه و علم علي من النبي و علمي من علم علي، و علم أصحاب محمّد كلّهم في علم علي كالقطرة الواحدة في سبعة أبحر!
و عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه (عليهم السلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): ما قبض اللّه نبيّا حتّى أمره أن يوصي إلى أفضل عشيرته من عصبته، و أمرني أن أوصي، فقلت:
إلى من يا رب؟ فقال: أوص يا محمّد إلى ابن عمّك علي بن أبي طالب، فإنّي قد أثبته في الكتب السابقة، و كتبت فيها أنّه وصيّك، و على ذلك أخذت ميثاق الخلائق و مواثيق أنبيائي و رسلي، أخذت مواثيقهم لي بالربوبيّة، و لك يا محمّد بالنبوّة، و لعلي بن أبي طالب بالولاية.
و من أمالي الطوسي عن ابن عباس قال: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يقول: أعطاني اللّه تبارك و تعالى خمسا و أعطى عليا خمسا: أعطاني جوامع الكلم و أعطى عليّا جوامع
(1) نكص عن الأمر: تكأكأ عنه و أحجم. و الفرائص جمع الفريصة: اللحمة بين الجنب و الكتف أو بين الثدي و الكتف ترعد عند الفزع.
(2) الزلم واحد الأزلام و هي القداح التي كانت في الجاهلية و كانوا يتفألون بها عند إرادة السفر و التزويج أو أمر مهم آخر غير هما.
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 365