responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 329

وَ لا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى‌ بَعْضٍ‌ (1) فالمتمنّى يكون بما فضّل به البعض على البعض لا لما استووا فيه، و يزيده بيانا ما تقدّم في الخبر من قول أبي بكر: أنا هو يا رسول اللّه صلّى اللّه عليك و آلك؟ قال: لا، و لو لم يعلما أنّ ذلك كان علامة من النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) تدلّ على مستحقّ الأمر بعده ما تطاولا إلى طلبه ذلك.

فإن قيل: إنّما تطاولا لذلك ذلك لأنّه أمر محبوب إلى كلّ أحد أن يكون قد امتحن اللّه قلبه للإيمان لا لموضع استحقاق الأمر بعده.

قلنا: الذي يدلّ على أنّه لاستحقاق الولاء دون ما عداه قوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله فجعل القاتلين سواء لأنّه ذكرهما بكاف التشبيه لأنّ انكار التأويل كإنكار التنزيل لأنّ منكر التنزيل جاحد لقبوله، و منكر التأويل جاحد لقبول العمل به، فهما سواء في الجحود، و ليس مرجع قتال الفريقين إلّا إلى النبي أو إلى من يقوم مقامه، فدلّ على أنّ الكتابة إنّما كانت لاستحقاق الإمامة كما تقدم.

فأمّا ما ورد في الخبر بلفظ الذين امتحن اللّه قلوبهم للتقوى و هو واحد فلا يخلو إمّا أن يكون الراوي غيّره إمّا غلطا و إمّا تعمّدا للغلط ليضيّع الفائدة أو يكون ورد هكذا، فإن كان الأوّلان فالواقع من كون المعيّن واحدا يدلّ على بطلانه، و إن كان الثالث فهو كقوله تعالى: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ‌ فذكره سبحانه في هذه الآية في موضعين بلفظ الذين و هو واحد، و كذلك قوله تعالى: وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ‌ على الجمع و هو واحد.

و أمّا قوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): منهم خاصف النعل، فلم يرد أن ثمّ من هو بهذه الصفة و لكنّه أراد أنّ هذه الصفة موجودة فيه لا في غيره، و ذلك مثل قوله تعالى: وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَ‌ لم يرد بذلك إلّا جميع من قال بهذه المقالة و لم يستثن بعضا من كل.

و قوله تعالى: وَ مِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَ‌ و أراد بذلك جميع من كان بهذه الصفة و إبانة من هو مستحق لإطلاقها عليه. و قوله تعالى: وَ مِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ‌ لم يرد أنّه ترك البعض ممّن هو بهذه الصفة ترك البعض و إنّما أراد بيان من هو مستحق لهذه الصفة دون غيره لا لأنّه بعض.


(1) النساء: 32.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست