نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 249
و هي أبيات مشهورة، و لمّا سمع أمير المؤمنين بقتلهما جزع جزعا شديدا و دعا على بسر، فقال: اللهمّ اسلبه دينه و عقله، فأصابه ذلك و فقد عقله، و كان يهدى بالسيف و يطلبه فيؤتى بسيف من خشب، و جعل بين يديه زق منفوخ فلا يزال يضربه فلم يزل كذلك حتّى مات.
و لمّا استقرّ الأمر لمعاوية دخل عليه عبيد اللّه بن العبّاس و عنده بسر بن أرطاة، فقال: وددت أنّ الأرض أنبتتني عندك حين قتلت ولديّ، فقال بسر: هاك سيفي فأهوى عبيد اللّه يتناوله، فأخذه معاوية و قال لبسر: أخزاك اللّه شيخا قد خرفت، و اللّه لو تمكّن منه لبدا بي، قال عبيد اللّه: أجل ثمّ ثنّيت به.
و قيل: إنّ مسير بسر إلى الحجاز كان سنة اثنتين و أربعين.
رجع الحديث فلمّا سمع بسر عليّا يدعو معاوية إلى البراز و معاوية يمتنع قال:
قد عزمت على مبارزة علي فلعلّي أقتله، فأذهب في العرب بشهرته و شاور غلاما يقال له لا حق: فقال: إن كنت واثقا من نفسك فافعل، و إلّا فلا تبرز إليه، فإنّه و اللّه الشجاع المطرق:
فأنت له يا بسر إن كنت مثله * * * و إلّا فإنّ الليث للضبع آكل
متى تلقه فالموت في رأس رمحه * * * و في سيفه شغل لنفسك شاغل
فقال: ويحك هل هو إلّا الموت؟ و لا بدّ من لقاء اللّه على كلّ الأحوال إمّا بموت أو قتل، ثمّ خرج بسر إلى علي (عليه السلام) و هو ساكت بحيث لا يعرفه علي (عليه السلام) لحالة كانت صدرت منه، فلمّا نزل إليه علي (عليه السلام) حمل عليه فسقط بسر عن فرسه على قفاه و رفع رجليه و كشف عن سوأته، فصرف علي وجهه عنه و وثب بسر قائما و سقط المغفر عن رأسه، فصاح أصحاب علي: يا أمير المؤمنين إنّه بسر بن أرطاة! فقال (عليه السلام): ذروه عليه لعنة اللّه، فضحك معاوية من بسر، و قال: لا عليك فقد نزل بعمرو مثلها، و صاح فتى من أهل الكوفة: ويلكم يا أهل الشام أ ما تستحيون لقد علمكم ابن العاص لعنه اللّه تعالى كشف الأستاه في الحروب و أنشده:
أ في كلّ يوم فارس ذو كريهة * * * له عورة وسط العجاجة بادية
يكف بها عنه عليّ سنانه * * * و يضحك منها في الخلاء معاوية
فقولا لعمرو و ابن أرطاة أبصرا * * * سبيلكما لا تلقيا الليث ثانية
و لا تحمدا إلّا الحيا و خصاكما * * * هما كانتا و اللّه للنفس واقية
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 249