نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي جلد : 1 صفحه : 235
و قد غدا محتضنا الحسين (1)، آخذا بيد الحسن، و فاطمة تمشي خلفه و علي خلفها، و هو يقول: إذا أنا دعوت فأمّنوا، فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى إنّي لأرى وجوها لو شاء اللّه أن يزيل جبلا من كانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا، و لا يبق على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة، فقالوا: يا أبا القاسم، رأينا أن لا نباهلك و أن نقرّك على دينك، و نثبت على ديننا، قال (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين و عليكم ما عليهم، فأبوا، قال: فإنّي أناجزكم، فقالوا: مالنا بحرب العرب طاقة و لكن نصالحك على أن لا تغزونا و لا تخيفنا و لا تردّنا عن ديننا على أن نؤدّي إليك كلّ عام ألفي حلّة، ألفا في صفر، و ألفا في رجب، و ثلاثين درعا عادية من حديد، فصالحهم على ذلك و قال: و الذي نفسي بيده إنّ الهلاك (2) قد تدلّ على أهل نجران و لو لا عنوا لمسخوا قردة و خنازير، و لاضطرم الوادي عليهم نارا، و لاستأصل اللّه نجران و أهله حتّى الطير على رءوس الشجر، و لما حال الحول على النصارى كلّهم حتّى يهلكوا.
و عن عائشة إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) خرج و عليه مرط مرجّل (3) من شعر أسود، فجاء الحسن فأدخله ثمّ جاء الحسين فأدخله، ثمّ فاطمة ثمّ علي، ثمّ قال: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً(4).
فإن قلت: ما كان دعاؤه إلى المباهلة إلّا ليتبيّن الكاذب منه و من خصمه و ذلك أمر يختصّ به و بمن يكاذبه فما معنى ضمّ الأبناء و النساء.
قلت: ذلك آكد في الدلالة على ثقته بحاله و استيقانه بصدقه، حيث استجراه على تعريض أعزّته و أفلاذ كبده، و أحبّ الناس إليه لذلك، لم يقتصر على تعريض نفسه له و على ثقته بكذب خصمه حتّى يهلك خصمه مع أحبّته و أعزّته هلاك الاستيصال إلى أن تمّت المباهلة، و خصّ الأبناء و النساء لأنّهم أعزّ الأهل، و ألصقهم بالقلوب، و ربّما فداهم الرجل بنفسه، و حارب دونهم حتّى يقتل، ثمّ من ثمّ كانوا يسوقون مع أنفسهم الظعائن في الحروب لتمنعهم من الحرب، يسمّون الذادة عنها