responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 234

الناس عنده و أقربهم إلى قلبه، فنظر الاسقف إلى العاقب و السيّد و عبد المسيح، و قال لهم: انظروا قد جاء بخاصّته من ولده و أهله ليباهل بهم واثقا بحقّه، و اللّه ما جاء بهم و هو يتخوّف الحجّة عليه فاحذروا مباهلته، و اللّه لو لا مكانة قيصر لأسلمت له و لكن صالحوه على ما يتّفق بينكم، و ارجعوا إلى بلادكم و ارتئوا لأنفسكم (1)، فقالوا: رأينا لرأيك تبع، فقال الاسقف: يا أبا القاسم، إنّا لا نباهلك و لكنّا نصالحك، فصالحنا على ما ننهض به، فصالحهم على ألفي حلّة قيمة كلّ حلّة أربعون درهما جيادا، فما زاد أو نقص كان بحساب ذلك، و كتب لهم به كتابا.

ففي هذه القضيّة بيان لفضل علي (عليه السلام)، و ظهور معجز النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فإنّ النصارى علموا أنّهم متى باهلوه حلّ بهم العذاب، فقبلوا الصلح، و دخلوا تحت الهدنة، و إنّ اللّه تعالى أبان أنّ عليّا هو نفس رسول اللّه، كاشفا بذلك عن بلوغه نهاية الفضل، و مساواته للنبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) في الكمال و العصمة و الآثام، و إنّ اللّه جعله و زوجته و ولديه مع تقارب سنّهما حجّة لنبيّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و برهانا على دينه، و نصّ على الحكم بأنّ الحسن و الحسين أبناؤه، و أنّ فاطمة (عليها السلام) نساؤه و المتوجّه إليهنّ الذكر و الخطاب في الدعاء إلى المباهلة و الاحتجاج، و هذا فضل لم يشاركهم فيه أحد من الامّة و أقاربهم.

و نقلت من كتاب الكشّاف للزمخشري في تفسير هذه الآية ما صورته: يقال:

بهلة اللّه على الكاذب منّا و منكم، و البهلة- بالضمّ و الفتح-: اللعنة، و بهله اللّه لعنه و أبعده من رحمته، من قولك أبهله، إذا أهمله، و ناقة باهل لا صرار عليها.

قلت: الصرار خيط يشدّ على خلفها لئلّا يرضعها ولدها.

قال: و أصل الابتهال هذا ثمّ استعمل في كلّ دعاء يجتهد فيه و إن لم يكن التعانا

و روي أنّه لمّا دعاهم إلى المباهلة قالوا: حتّى نرجع و ننظر، فلمّا تخالوا قالوا للعاقب و كان ذا رأيهم: يا عبد المسيح ما ترى؟ فقال: و اللّه لقد عرفتم يا معشر النصارى أنّ محمّدا نبي مرسل، و لقد جاءكم بالفضل من أمر صاحبكم، و اللّه ما باهل قوم نبيّا قط فعاش كبير هم، و لا نبت صغير هم، و لئن فعلتم لتهلكنّ، فإن أبيتم إلّا ألف دينكم و الإقامة على ما أنتم عليه، فوادعوا الرجل و انصرفوا إلى بلادكم، فأتوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)


(1) ارتأى الأمر: نظر فيه و تدبّره.

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست