responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 225

ثمّ قال:

قد علم القوم لدى الصباح * * * إنّي في الهيجاء ذو نضاح (1)

فكانت هزيمة المشركين بقتل أبي جرول لعنه اللّه، ثمّ التأم المسلمون و صفّوا للعدو، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): اللهمّ إنّك أذقت أوّل قريش نكالا فأذق آخرهم وبالا و تجالدوا فقام النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) في ركائبه فقال: الآن حمى الوطيس (2).

و قال:

أنا النبي لا كذب * * * أنا ابن عبد المطّلب‌

فما كان أسرع من أن ولّى القوم أدبار هم و جي‌ء بالأسرى مكتفين، و لمّا قتل أمير المؤمنين أبا جرول و وضع المسلمون سيوفهم فيهم قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) منهم أربعين رجلا، ثمّ كانت الهزيمة و الأسر حينئذ، و كان أبو بكر الذي عانهم و علي (عليه السلام) الذي أعانهم، و كان أبو سفيان صخر بن حرب في جملة من انهزم من المسلمين.

فروي عن معاوية قال: لقيت أبي منهزما مع بني أبيه من أهل مكّة، فصحت به:

يا ابن حرب و اللّه ما صبرت من ابن عمّك و لا قاتلت عن دينك و لا كففت هؤلاء الأعراب عن حريمك، فقال: من أنت؟ فقلت: معاوية، قال: ابن هند؟ قلت: نعم، فقال: بأبي و أمّي ثمّ وقف و اجتمع معه ناس من أهل مكّة، و انضممت إليهم و حملنا على القوم، فضعضعناهم و ما زال المسلمون يقتلون و يأسرون حتّى تعالى النهار.

و في هذه الغزاة قسّم النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) الغنائم و أجزل القسم للمؤلّفة قلوبهم كأبي سفيان و معاوية ابنه، و عكرمة بن أبي جهل و رجال منهم، و أعطى الأنصار شيئا يسيرا، فغضب ناس من الأنصار و بلغه عنهم مقال فأسخطه، فجمعهم و قال: اجلسوا و لا يجلس معكم أحد غيركم، فجاء النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و معه أمير المؤمنين فجلس وسطهم فقال:

إنّي سائلكم فأجيبوني، أ لم تكونوا ضالّين فهداكم اللّه بي؟ قالوا: بلى فللّه المنّة و لرسوله، قال: أ لم تكونوا على شفا حفرة من النّار فأنقذكم اللّه بي؟ قالوا: بلى فللّه المنّة و لرسوله، قال: أ لم تكونوا أعداء فألّف اللّه بين قلوبكم بي؟ قالوا: بلى فللّه المنّة


(1) نضح القوم بالنبل: رماهم بها و فرقها فيهم. و جاء النضاح بمعنى الدفع و الذب أيضا، و أنشد «و لو بلا في محفل نضاحي» أي ذبى و نضحى عنه لكنّه يتعدّى بلفظة «عن» غالبا.

(2) الوطيس: التنور و الستعير للحرب إذا اشتدت، و يقال إنّها لم تسمع إلّا منه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست