responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 151

و العم، فإن حدث بك حدث فإلى من؟ فقال لها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): إلى هذا، و أشار بيده إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)،

ثمّ قال: أ لا أحدّثكم بما حدّثني به الحارث الأعور؟ قال:

قلت: بلى، قال: دخلت على علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: ما جاء بك يا أعور؟ قال:

قلت: حبّك يا أمير المؤمنين، قال: اللّه! قلت: اللّه، فناشدني ثلاثا، ثمّ قال: أمّا إنّه ليس عبد من عباد اللّه ممّن امتحن اللّه قلبه بالإيمان إلّا و هو يجد مودّتنا على قلبه فيحبّنا، و ليس عبد من عباد اللّه ممّن سخط اللّه عليه إلّا و هو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا، فأصبح محبّنا ينتظر الرحمة فكأن أبواب الرحمة قد فتحت له، و أصبح مبغضنا على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنّم، فهنيئا لأهل الجنّة (1) رحمتهم، و تعسا لأهل النار مثواهم.

و عن الحارث الهمداني قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: ما جاء بك؟ فقلت: حبّي لك يا أمير المؤمنين، فقال: يا حارث، أ تحبّني؟ فقلت:

نعم و اللّه يا أمير المؤمنين، فقال: أمّا لو بلغت نفسك الحلقوم لرأيتني حيث تحب، و لو رأيتني و أنا أذود الرجال (2) عن الحوض ذود غريبة الإبل لرأيتني حيث تحب، و لو رأيتني و أنا مار على الصراط بلواء الحمد بين يدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) لرأيتني حيث تحب،

و قيل: إنّ آخر شعر قاله السيّد بن محمّد (3) قبل وفاته بساعة قوله:

أحب الذي من مات من أهل ودّه * * * تلقّاه بالبشرى لدى الموت يضحك‌

و من مات يهوى غيره من عدوّه * * * فليس له إلّا إلى النّار مسلك‌


(1) و في بعض النسخ «لأهل الرحمة».

(2) الذود: الطرد و أكثر ما يستعمل الذود في الغنم و الإبل و ربّما استعمل في غير هما.

(3) و هو السيّد الحميري المعروف، و هو من شعراء أهل البيت و روى عن الصادق أنّه (عليه السلام) قال له: أنت سيّد الشعراء، و حاله في الجلالة و المجد ظاهر معروف. قال في الكنى و الألقاب: كان همّه رحمه اللّه في نظم فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) و نشره حتّى حكى صاحب الأغاني عن المدائني أنّ السيّد الحميري وقف بالكناس و قال: من جاء بفضيلة لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) لم أقل فيها شعرا فله فرسي هذا و ما عليّ، فجعلوا يحدّثونه و ينشدهم فيه حتّى روى رجل عن أبي الرعل المرادي أنّه قدم أمير المؤمنين (عليه السلام) فتطهّر للصلاة فنزع خفّه فانسابت فيه أفعى، فلمّا دعى ليلبسه انقضت غراب فحلقت ثمّ ألقاها فخرجت الأفعى منه، قال: فأعطاه السيّد ما وعده و أنشأ يقول:

ألا يا قوم للعجب العجاب * * * لخفّ أبي الحسين و للحباب‌

(الأبيات)

نام کتاب : كشف الغمة في معرفة الأئمة نویسنده : المحدث الإربلي    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست