قال: ثمّ قدم أبو جعفر (عليه السلام) فلقيته، فقلت: جعلت فداك! رجل أتاني بكتابك و طينه رطب؟
فقال: يا سدير! انّ لنا خدما من الجنّ، كما أنّ لنا أتباعا من الانس، فاذا أردنا أمرا بعثناهم.
(أمّا الحكايات)
أعني بها القضايا الكائنة الحقيقية، فنكتفي منها بما رأينا شواهده بالعين، و الّا فالمسموعات كثيرة في البين.
الحكاية الأولى
(أقول) و من الشواهد التي تدلّ على وجود الجنّ، ما رأيناه في سفرنا هذا العام (1409 ه) الى كانادا (و هي امريكة الشمالية) حتى وصلنا الى مدينة «مونتريال» و هي مدينة كبيرة جميلة، كلما بيّنا من تعاريفها قليلة، مبسوطة على حافتي نهر كالبحر، متصلة من فوقه بالجسور الرشيقة، و من تحته بالإنفاق العميقة، و على ضفّته ملعب كبير شهير ب«ملعب أولامپيك» بني قبل سنين بمناسبة ألعاب «اولامپيك» الشهيرة الدّولية.
و في قرب من هذا الملعب العظيم الرّشيق، بيت ضخم عجيب عتيق، فارغ من السكن، مشهور بالفتن، ملازم بالحوادث، مشهور بالكوارث، مملوّ بالآفات، معروف بالعاهات، لم يأته آت، الا و قضى نحبه و مات، و ان لم ينصرم أجلا، شرد منه و جلا، و بعد ما خسر هنا لك كل انسان، و لاقى ما لاقى من الخسران، اشتراه أخيرا أخوان، غير مكترثين بالحدثان، لكنّهما لم يمكثا الا صارا من الهالكين و سارا مسير الذاهبين، فلمّا استوى الرهب على الوارثين، و لم يهمّوا أن يكونوا من الساكنين، باعوا هذا البيت النحس، بثمن بخس.
فاشترته بلدية تلك الناحية، بقيمة حقيرة واهية، يعني أنّ هذا البيت بحد سقط، فقد قدّر ثم بيع بدولارين فقط، و كل ذلك من أجل أنّه مسكون بني