تحصل من تراكم الأبخرة و نحوها، و لعمري أنه انكار لأصرح الضروريات، و أبده البديهيات، فلا يحتاج الى اقامة البرهان عليه، و لقد شاهدت منهم امرأة اسمها «حسناء» و رجلا اسمه «عبد العلي» من طائفة عبد الرحمن، و جرى لي معهم حكايات غريبة، و قصص عجيبة، و كانت المرأة متلبسة برجل، و الرجل متلبّسا بامرأة [1].
و قال في «الأنوار النعمانية»:
«أما الجنّ فقد نقل لي شيخنا الثقة، أنّ الفاضل القزويني (أدام اللّه أيامه) قد أنكر وجودهم بعد النبي (صلّى اللّه عليه و آله)، و قال: انه دعا عليهم فماتوا جميعا، و الى هذا ذهب سلطان العلماء (قدّس اللّه روحه)، و حكى لي ابنه المقدّس العدل ان أباه كان يتعمّد في الليالي للأماكن الموحشة المظلمة لعله يرى أحدا منهم فلم يتّفق له، قال ولده فقلت له: انهم لا يظهرون على من له قوة قلب، و انما يظهرون على ضعفاء القلوب» [2].
(أقول) لا استحالة في وجود الجنّ عقلا، و الأدلة دالّة عليه نقلا.
(أما الأوّل) فلأنّ العناصر المهمّة في العالم أربعة: الماء، و التّراب، و الهواء، و النّار، و انّا نرى أن من المخلوقات ما هو أكثر أجزائه «الماء» بحيث اذا عصر خرج منه ماء كثير، فلم يبق منه الا شيء يسير، و ذلك ك«الاسفنج» [3].
و انّ منها ما هو أكثر أجزائه «التراب» فاذا أخرجت عنه «التراب» لم يبق الا شيء يسير من الماء و الهواء، و ذلك ك«الجمل» الذي لا يقدر على السباحة فيغرق لقلّة الهواء، و كثرة الأجزاء التّرابية الصّلبة فيه، فكذلك