نام کتاب : كتاب المراتب في فضائل أمير المؤمنين و سيد الوصيين(ع) نویسنده : البستي، أبو القاسم جلد : 1 صفحه : 119
رسول اللّه ثالث، و من آذى رسول اللّه و آذاه، يورث الانتقام من اللّه، و هذه الألفاظ فيه خاصّة، ما ادّعي واحد منها لأحد من المشايخ.
و فيه قوله (صلّى اللّه عليه و آله): «حبّك يا عليّ إيمان و بغضك نفاق»، حتى قال أبو سعيد الخدريّ: «كنّا إذا ارتبنا بإيمان إنسان، و جوّزنا نفاقه، تذاكرنا عليّا، فإذا وجدنا عليه أثر التّغيير، حكمنا بأنّه منافق».
و ليس لأحد منهم أنّ حبّه إيمان على القطع، و بغضه نفاق.
و روى عليّ بن مجاهد [1] في «التاريخ» عنه (صلّى اللّه عليه و آله) أنّه قال:
«عليّ خير البشر، فمن أبى فقد كفر، و من رضي فقد شكر».
يعني به خير البشر في زمانه من امّته [2]، و أراد بالكفر الردّ عليه، و أراد بالشّكر تلقّي المعرفة بهذا بأنّه نعمة؛ فرضي به و شكر،
و ليس هذا في القوم كونه خير البشر، و من يأبى يكفر، فهما خلّتان تفرّد بهما.
و من هذا قول الرسول (صلّى اللّه عليه و آله): «إنّه مني»، نحو قوله لجبرئيل يوم احد:
«إنّه منّي و أنا منه».
و قول جبرئيل له في حديث سورة براءة: «لا يصلح لذلك إلّا أنت أو رجل منك».
فهذه الكلمة في هذه المواضع الخمسة تفرّد بها، كلّ موضع يضمن شرفا و فضيلة، و نيابة عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و القيام مقامه فيما كان الرسول يجب أن يقوم به.
[1]- هو على بن مجاهد بن مسلم بن رفيع المراديّ، و يعرف بابن الكابلى، ولد سنة 100 في الري، محدث اخبارى، قدم بغداد، و حدّث بها، توفى سنة 182 ه، له «كتاب المغازى»، و «كتاب اخبار بنى اميّة»، و قد استقى الطبرى و المدائنى و المسعودى من الكتابين فى تدوين مصنفاتهم التاريخيه.
[2]- بل إنّ اطلاق قوله (صلّى اللّه عليه و آله) يفيد أنّه (عليه السلام) خير البشر على الإطلاق- عدا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)- و فى جميع الازمنة و الأمكنه، من غير اختصاص بزمان دون زمان.
نام کتاب : كتاب المراتب في فضائل أمير المؤمنين و سيد الوصيين(ع) نویسنده : البستي، أبو القاسم جلد : 1 صفحه : 119