responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 39

كان الواجب على الإنسان الإسلام له والخضوع لأمره ، وهذا معنى كون التوحيد هو الأساس الوحيد للدين الإسلامي .

ومن هنا يظهر ؛ أنّ حفظ كلمة التوحيد والإسلام لله وابتغاء وجهه في الحياة جرى على موافقة الأسباب طُرَّاً ، وإعطاء كل ذي حق منها حقّه ، من غير شرك ولا غفلة ، فعند المرء المسلم غايات وأغراض دنيوية وأُخرى أُخروية ، وله مقاصد مادّية وأُخرى معنوية ، لكنّه لا يعتني في أمرها بأزيد ممّا ينبغي من الاعتناء والاهتمام ؛ ولذلك بعينه ، نرى أنّ الإسلام يندب إلى توحيد الله سبحانه ، والانقطاع إليه والإخلاص له والإعراض عن كل سبب دونه ومُبتغى غيره ، ومع ذلك يأمر الناس باتباع نواميس الحياة والجري على المجاري الطبيعية .

ومن هنا يظهر ؛ أنّ أفراد المجتمع الإسلامي هُمْ السعداء بحقيقة السعادة في الدينا وفي الآخرة ، وأنّ غايتهم وهو ابتغاء وجه الله في الأعمال لا تُزاحم سائر الغايات الحيوية ، إذا ظهرت واستؤثرت .

ومن هنا يظهر أيضاً ؛ فساد توهُّم آخر ، وهو الذي ذكره جمع من علماء الاجتماع من الباحثين ، أنّ حقيقة الدين والغرض الأصلي منه ، هو إقامة العدالة الاجتماعية ، والعباديات فروع متفرِّعة عليها ، فالذي يقيمها فهو على الدين ، ولو لم يتلبّس بعقيدة ولا عبودية .

والباحث المتدبّر في الكتاب والسنّة ـ وخاصة في السيرة النبوية ـ لا يحتاج في الوقوف على بطلان هذا التوهُّم إلى مؤونة زائدة وتكلُّف واستدلال ، على أنَّ هذا الكلام الذي يتضمّن إسقاط التوحيد ، وكرائم الأخلاق من مجموعة النواميس الدينية ، فيه إرجاع للغاية الدينية ، التي هي كلمة التوحيد إلى الغاية المدنية التي هي التمتُّع ، وقد عرفت أنَّهما غايتان

نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست