responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 37

لها ، وإنّ الخادم والخائن عندهم سواء ، بل الخائن أحسن حالاً وأنعم عيشاً ، ويرى كل باغٍ وجانٍ أنّه سيتخلص من قهر القانون ، وأنّ القوى المراقبة لا يقدرون على الحصول عليه ، فيخفى أمره ويلتبس على الناس شخصه ، ويعتذر كل مَن يتثبّط ويتثاقل في إقامة الحق والثورة على أعدائه ، ويُداهنهم بأنّ القيام على الحق يذلِّـله بين الناس ، ويضحك منه الدنيا الحاضرة ، ويعدُّونه من بقايا القرون الوسطى أو أعصار الأساطير ، فإن ذكَّرته بشرافة النفس وطهارة الباطن ردّ عليك قائلاً : ما أصنع بشرافة النفس إذا جرت إلى نكد العيش وذلّة الحياة ؟!

وأمّا المنطق الآخر ، وهو منطق الإسلام ، فهو يبني أساسه على اتِّباع الحق وابتغاء الأجر والجزاء من الله سبحانه ، وإنّما يتعلّق الغرض بالغايات والمقاصد الدنيوية في المرتبة التالية وبالقصد الثاني ، ومن المعلوم أنّه لا يشذُّ عن شموله مورد من الموارد ، ولا يسقط كلِّيته من العموم والاطِّراد ، فالعمل ـ أعمُّ من الفعل والترك ـ إنَّما يقع لوجهه تعالى ، وإسلاماً له واتِّباعاً للحق الذي أراده ، وهو الحفيظ العليم الذي لا تأخذه سِنَة ولا نوم ، ولا عاصم منه ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، والله بما تعملون خبير .

فعلى كل نفس ـ فيما وردت مورد عمل أو صدرت ـ رقيب شهيد قائم بما كسبت ، سواء شهده الناس أم لا ، حمدوه أم لا ، قدروا فيه على شيء أم لا .

وقد بلغ من حُسن تأثير التربية الإسلامية ، أنّ الناس كانوا يأتون رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيعترفون عنده بجرائمهم وجناياتهم بالتوبة ، ويذوقون مرّ الحدود التي تُقام عليهم ( القتل فما دونه ) ؛ ابتغاء رضوان الله وتطهيراً لأنفسهم من قذارة الذنوب ودرن السيئات .

وبالتأمُّل في هذه النوارد الواقعة ، يمكن للباحث أن ينتقل إلى عجيب

نام کتاب : قضاياالمجتمع والأسرة والزواج نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست