responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 419

الموضوعي بالذات ، أو صورة مادّية تقوم بعضو مادّي خاصّ في جهازنا العصبي ، أو لا هذا ولا ذاك ، بل صورة مجرّدة عن المادّة ، تماثل الواقع الموضوعي وتحكي عنه ؟

أمّا أنّ الحديقة بواقعها الخارجي هي الصورة المتمثّلة في إدراكنا العقلي ، فقد كانت تنادي بذلك نظرية قديمة في الرؤية ، تفترض أنّ الإنسان يدرك الواقع الموضوعي للأشياء نفسه ، بسبب خروج شعاع خاص من العين ، ووقوعه على المرئي ، ولكن هذه النظرية سقطت ـ أوّلاً ـ من الحساب الفلسفي ؛ لأنّ خداع الحواسّ الذي يجعلنا ندرك صوراً معيّنة على أشكال خاصّة لا واقع لها ، يبرهن على أنّ الصورة المدرَكة ليست هي الواقع الموضوعي ، وإلاّ فما هو الواقع الموضوعي المدرَك في الإدراكات الحسّية الخادعة ؟! وسقطت ـ ثانياً ـ من الحساب العلمي ؛ إذ أثبت العلم أنّ الأشعّة الضوئية تنعكس من المرئيات على العين لا من العين عليها ، وأنّا لا نملك من الأشياء المرئية إلاّ الأشعّة المنعكسة منها على الشبكية . حتّى لقد أثبت العلم أنّ رؤيتنا للشيء قد تحدث بعد انعدام ذلك الشيء بسنين . فنحن لا نرى الشعرى في السماء ـ مثلاً ـ إلاّ حين تصل الموجات الضوئية الصادرة عن الشعرى [1] إلى الأرض بعد عدّة سنين من انطلاقها عن مصدرها ، فتقع على شبكية العين ، فنقول : نحن نرى الشعرى ، غير أنّ هذه الموجات الضوئية التي تؤدّي بنا إلى رؤية الشعرى إنّما تنبئنا عنها كما كانت قبل عدّة سنين . ومن الجائز أن تكون الشعرى قد انعدمت من السماء قبل رؤيتنا لها بأمد طويل ، وهذا يبرهن علمياً على أنّ الصورة التي نحسّ بها الآن ليست هي


[1] الشِعرَى : الكوكب الذي يطلع في الجوزاء ، وطلوعه في شدّة الحرّ . (المنجد في اللغة) (لجنة التحقيق)

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 419
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست