responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 381

فما هو سبب الذي جعل تطوّر الهيدروجين إلى هليوم مقتصراً على كمّية معيّنة ، وأطلق الباقي من أسر هذا التطوّر الجبري ؟!

وليس التفسير الديالكتي للمركّبات أدنى إلى التوفيق من تفسير الديالكتيك للعناصر البسيطة . فالماء إذا كان قد وجد طبقاً لقوانين الديالكتيك ، فمعنى ذلك : أنّ الهيدروجين يعتبر إثباتاً ، وأنّ هذا الإثبات يثير نفي نفسه بتوليده للأُوكسجين ، ثمّ يتّحد النفي والإثبات معاً في وحدة هي الماء ، أو أن نعكس الاعتبار ، فنفرض الأوكسجين إثباتاً ، والهيدروجين نفياً ، والماء هو الوحدة التي انطوت على النفي والإثبات معاً ، وحصلت نتيجة تكاملية للصراع الديالكتي بينهما ، فهل يمكن للديالكتيك أن يوضح لنا : أنّ هذا التكامل الديالكتيكي لو كان يتمّ بصورة ذاتية وديناميكية ، فلماذا اختصّ بكمّية معيّنة من العنصرين ، ولم يحصل في كلّ هيدروجين وأوكسجين ؟

ولا نريد بهذا أن نقول : إنّ اليد الغيبية هي التي تباشر كلّ عمليات الطبيعة وتنوّعاتها ، وأنّ الأسباب الطبيعية لا موضع لها من الحساب ، وإنّما نعتقد أنّ تلك التنوّعات والتطوّرات ناشئة من عوامل طبيعية خارج المحتوى الذاتي للمادّة ، وهذه العوامل تتسلسل حتّى تصل في نهاية التحليل الفلسفي إلى مبدأ وراء الطبيعة ، لا إلى المادّة ذاتها .

والنتيجة هي : أنّ وحدة المادّة الأصلية للعالم التي برهن عليها العلم من ناحية ، وتنوّعاتها واتّجاهاتها المختلفة التي دلّ العلم على أنّها عرضية وليست ذاتية من ناحية أخرى ، تكشف عن السرّ في المسألة الفلسفية ، وتوضح : أنّ السبب الأعلى لكلّ هذه التنوّعات والاتّجاهات ، لا يكمن في المادّة ذاتها ، بل في سبب فوق حدود الطبيعة ، ترجع إليه العوامل الطبيعية الخارجية التي تعمل على تنويع المادّة وتحديد اتّجاهاتها .

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 381
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست