responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 380

واحدة ومشتركة في الجميع ، ولذا يمكن تبديلها البعض بالبعض ، فكيف وجدت أنواع العناصر العديدة في تلك المادّة المشتركة ؟

والجواب على أسس التغيّر الديالكتيكي يتلخّص في أنّ المادّة قد تطوّرت من مرحلة إلى مرحلة أرقى ، حتّى بلغت درجة اليورانيوم . وعلى هذا الضوء يجب أن يكون عنصر الهيدروجين نقطة الابتداء في هذا التطوّر ، باعتباره أخفّ العناصر البسيطة . فالهيدروجين يتطوّر ديالكتيكياً بسبب التناقض المحتوى في داخله ، فيصبح بالتطوّر الديالكتيكي عنصراً أرقى ، أي : عنصر الهليوم ، وهذا العنصر بدوره ينطوي على نقيضه ، فيشتعل الصراع من جديد بين النفي والإثبات ، بين الوجه السالب والوجه الموجب ، حتّى تدخل المادّة في مرحلة جديدة ، ويوجد العنصر الثالث ، وهكذا تتصاعد المادّة طبقاً للجدول الذرّي .

هذا هو التفسير الوحيد الذي يمكن للديالكتيك أن يقدّمه في هذا المجال ، تبريراً لديناميكية المادّة . ولكن من السهل جدّاً أن نتبيّن عدم إمكان الأخذ بهذا التفسير من ناحية علمية ؛ لأنّ الهيدروجين لو كان مشتملاً بصورة ذاتية على نقيضه ، ومتطوّراً بسبب ذلك طبقاً لقوانين الديالكتيك المزعوم ، فلماذا لم تتكامل جميع ذرّات الهيدروجين ؟! وكيف اختصّ هذا التكامل الذاتي ببعض دون بعض ؟! فإنّ التكامل الذاتي لا يعرف التخصيص ، فلو كانت العوامل الخلاّقة للتطوّر والترقّي موجودة في صميم المادّة الأزلية ، لما اختلفت آثار تلك العوامل ، ولما اختصّت بمجموعة معيّنة من الهيدروجين ، تحوّلها إلى هليوم وتترك الباقي . فنواة الهيدروجين (البروتون) إذا كانت تحمل في ذاتها نفيها ، وتتطوّر تبعاً لذلك حتّى تصبح بروتونين ، بدلاً من بروتون واحد ، لنتج عن ذلك زوال الماء عن وجه الأرض تماماً ؛ لأنّ الطبيعة إذا فقدت نوى ذرّات الهيدروجين ، وتحوّلت جميعاً إلى نوى ذرّات الهليوم ، لم يكن من الممكن أن يوجد بعد ذلك ماء .

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست