نام کتاب : فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل نویسنده : الإيجي الشافعي جلد : 1 صفحه : 526
احتضر قال لها: يا ابنة عمّ، لك بعدي من المال و الولد ما يكفيك، فاحذري الأزواج، فإن فعلت فإيّاك أن تتزوّجي عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفان، فلمّا مات الحسن راسلها عبد اللّه، و اختلف الناس في السبب، و اتّفقوا على أنّها تزوّجته و أولدها محمد بن عبد اللّه العثماني الملقّب بالديباج.
و أمّا سكينة فخرجت إلى مصعب بن الزبير و قتل عنها، فلمّا جاءت الكوفة قالت:
أيتمتموني صغيرة و أرملتموني كبيرة. و أمّ سكينة الرباب الكلبية، و كان الحسين (عليه السلام) يحبّها و يحبّ أمّها، و فيهما يقول:
لعمرك إنّني لأحبّ أرضا * * * تحلّ بها سكينة و الرباب
فولد الحسين جميعهم من عليّ الصغير (عليهم السلام) [1].
قد ذكرت الأقاويل في ولد الحسين (عليه السلام) باختلافاتها، فيعلم من الجميع الاتّفاق على أنّ عقبه من الإمام زين العابدين، و الاختلاف في أنّه هو الأكبر أو الأوسط أو الأصغر.
و ها أنا أذكر بعض شأنه و أمره، و ما أعطاه اللّه علوّ مقاماته و رفعة قدره
1440 قال الشيخ العالم العارف كمال الدين ابن طلحة زاد اللّه تعالى روحه في فراديس العلى روحه: هذا زين العابدين، و قدوة الزاهدين، و سيّد المتّقين، و إمام المؤمنين، شيمته تشهد له أنّه من سلالة رسول اللّه، و سمته يثبت مقام قربه من اللّه زلفا، و ثفناته تسجّل بكثرة صلاته و تهجّده، و إعراضه عن متاع الدنيا ينطق بزهده فيها، درّت له أخلاف التقوى فتفوقها، و أشرقت لديه أنوار التأييد فاهتدى بها، و ألفته أوراد العبادة فأنس بصحبتها، و حالفته وظائف الطاعة فتحلّى بحليتها، طالما اتّخذ الليل مطيّة ركبها لقطع طريق الآخرة، و ظمأ الهواجر دليلا استرشد به في مفازة المسافرة، و له من